دشّن متحف الفن الإسلامي، اليوم، معرضاً جديداً من معارضه الفريدة تحت عنوان "عجائب الخلق: أساطير الحيوانات في الفن الإسلاميّ".
يستمر المعرض على مدار الفترة من 4 مارس حتى 11 يوليو 2015 بصالة المعارض الخاصة بمتحف الفن الإسلامي، وتلقي محتوياته الضوء على حيوانات حقيقية وخيالية شاع ذكرها في الحكايات والأساطير المتداولة في العالم الإسلاميّ.
وتتعدد أشكال هذه الحيوانات العجيبة بين الترابية والهوائية والنارية والمائية، والتي أسهمت جميعها في صناعة أدبيات كلاسيكية خالدة، ذاعت شهرتها بين الناس على مدار العصور، من بينها كليلة ودمنة والشاهنامة وألف ليلة وليلة.
يدل التنوع الواسع للمواد التي تجسّد تلك الحكايات وشخصياتها، على مدى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها بين الثقافات المختلفة والأجيال المتعاقبة، حيث تتنوع هذه القطع بين المخطوطات والنسيج والفخار والمجوهرات والزجاج والأعمال المعدنية، التي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من القرن العاشر إلى التاسع عشر الميلادي، هذا إلى جانب الرسوم التصويرية والأشكال التي تبرز حجم وتنوع الإنتاج الفني الإسلامي.
يصطحب المعرض زائريه في رحلة يستمتعون خلالها بتجربة حسيّة نابضة بالحياة تتجلّى فيها الأنماط المختلفة لسرد الحكايات بدءاً من الرسومات التصويرية الملوّنة والعروض البصرية وصولاً إلى القصص المسموعة والرسوم المتحركة.
وتعليقاً على افتتاح المعرض، قالت عائشة الخاطر، مدير متحف الفن الإسلامي: "يُلقي المعرض الضوء على قصص خلّدتها ذاكرة الشعوب ككليلة ودمنة والشاهنامة وألف ليلة وليلة، وجميعها قصصٌ تلقى قبولاً واسعاً بين مختلف الثقافات والأعمار، أطفالاً وشباباً وعائلات. وكلنا أملٌ في أن ينجح هذا المعرض في إيصال المعاني القيّمة لحكاياته إلى زائريه، ليطبقوها بدورهم في حياتهم الخاصة، وأن يدفعهم للاستعانة بتراثهم الفنيّ والأدبي لزيادة فهمهم حول عالم الطبيعة ومكانهم فيه".
وعلى هامش المعرض، يُقدّم متحف الفن الإسلامي مجموعة من الأنشطة المخصّصة للأطفال والعائلة، منها سرد الحكايات التفاعلية وتنظيم جولات ليلية للأسرة وعروض للعرائس المتحركة وورش عمل فنية إبداعية، منها ورشة عمل تشجع الطلاب على صُنع مخلوقاتهم العجيبة بأنفسهم.
كما يقدم متحف الفن الإسلامي للجمهور عامةً برنامجاً مفعماً بالأنشطة والندوات يستهلها بندوة خاصة بعنوان "الشاهنامة" من تقديم د. شيلا كانبي، والفنان حميد رحمانيان، بمناسبة افتتاح المعرض، حيث ستستعرض الندوة التسلسل الزمني والتطور الفنيّ للقصيدة الملحمية الشهيرة "الشاهنامة" التي تحكي قصص أبطال وحكّام بلاد فارس.
كما يقدم متحف الفن الإسلامي محاضرة مسائية بعنوان "الفيل: المواكب الملكية في الأواني المينائية ذات البريق المعدني"، إلى جانب عرض بعنوان "وحش القمامة: عرض الكركوز" من تقديم مؤسسة عرائس كركوز إسطنبول. هذا ويقدم متحف الفن الإسلامي ألبوماً مصوراً للمعرض يحتوي على المواد والقصص الرئيسية المذكورة في المعرض، ويمكن الحصول عليه من متجر الهدايا بمتحف الفن الإسلامي.
ويضمّ متحف الفن الإسلامي فنوناً إسلامية تشمل مخطوطات وأعمالاً خزفية ومعدنية وزجاجية وعاجية وخشبية وأخرى من الأحجار الكريمة، تم جمعها من ثلاث قارات ـ تشمل دولاً شرق أوسطية وصولاً إلى بلدان كإسبانيا والهند. تمثل مقتنيات المتحف تنوع العالم الإسلامي، وتشمل الفترة الممتدة من القرن السابع وحتى العشرين.
يرتفع المتحف من البحر على كورنيش الدوحة حيث صمّمه المهندس المعماري الشهير، آي إم باي، الذي استقى إلهامه من الخطوط المعمارية الإسلامية التقليدية. ويعتبر متحف الفن الإسلامي المشروع الرائد لمتاحف قطر، التي تسعى إلى تحويل دولة قطر إلى عاصمة ثقافية للشرق الأوسط.