لم تكن الإصابة التي تعرض لها الفلسطيني وديع الراس، برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار، مانعاً أمامه ومئات الجرحى غيره من المشاركة في الفعالية الجماهيرية للمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، والدعوة لإنشاء ميناء بحري.
وشارك عدد من الجرحى وطلبة المدارس والمرضى وممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية في وقفة أقامتها هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، اليوم الثلاثاء، بميناء غزة البحري.
ورفع المشاركون في الفعالية لافتات وشعارات كتب عليها "أنقذوا غزة" و"من حق غزة إنشاء ميناءها البحري" بالإضافة إلى فقرات فنية تدعو إلى إنهاء الحصار، وتؤكد حق سكانها في العيش بحرية كباقي مدن العالم.
ويقول الراس لـ "العربي الجديد"، "الوقت حان ليتحرك العالم والدول العربية لرفع الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع للعام الثاني عشر على التوالي، وتوفير مقومات العيش الكريم لنحو مليوني مواطن غزي يعيشون ظروفاً معيشية واقتصادية صعبة".
ويوضح الجريح الغزي أن إصابته بطلق إسرائيلي متفجر خلال مشاركته بمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار قبل أشهر على الحدود الشرقية للقطاع، لم تقف حائلاً أمام مشاركته في الفعاليات المختلفة للمطالبة بضرورة إنهاء حصار غزة.
ويشير إلى أن الكثير من مصابي مسيرات العودة الكبرى يحتاجون إلى الرعاية الطبية وإجراء عدة عمليات جراحية، وهو ما يتعذر حالياً في القطاع بفعل تردي الحالة الصحية نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006.
ويؤكد عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، نبيل دياب، في كلمة له خلال الفعالية على حق الشعب الفلسطيني في إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، والعيش بحرية وكرامة كما باقي الشعوب.
ويشدد دياب على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة الفلسطينية كخطوة للتصدي للإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، ومحاولتها فرض صفقة القرن الرامية لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وإجهاض الحق الفلسطيني.
ويرى القيادي الفلسطيني أن مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار والفعاليات الموازية لها التي انطلقت قبل نحو عام هي بمثابة رسالة على قوة المقاومة الشعبية باختلاف أنواعها، وحضورها في ظل الالتفاف الجماهيري والمشاركة الواسعة بها.
ويقول عصام يوسف، رئيس قافلة "أميال من الابتسامات" التي وصلت إلى غزة، أمس الإثنين، إن إقامة الميناء والمطار هو حق للشعب الفلسطيني، وإقامته في القطاع سيخدم الكل الفلسطيني كونه الجزء الوحيد الخاضع للسيطرة الفلسطينية.
ويؤكد يوسف في كلمة له خلال الوقفة على ضرورة وقف أية إجراءات وعقوبات بحق الفلسطينيين في القطاع، خصوصاً قطع الرواتب وغيرها من الإجراءات التي يجري اتخاذها، وضرورة العمل على تحقيق الوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة.
ويوضح رئيس القافلة أنهم يعملون على نقل صورة غزة للعالم الخارجي وما تتعرض له من حصار متواصل طوال 12 عاماً، بالإضافة إلى ما يطاول الضفة من تقطيع لمراكز المدن والقرى عبر الجدار الفاصل الذي يشيده الاحتلال.
ومنذ 30 مارس/آذار الماضي يشارك آلاف الفلسطينيين في فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار للمطالبة بإنهاء الحصار ورفعه كلياً، وارتقى خلالها ما يزيد عن 280 شهيداً بالإضافة إلى إصابة أكثر من 15 ألفا آخرين.