متى يرتدي جيمس بوند بذلة كريستوفر نولان؟

قبل أعوام عدّة، قال المخرج كريستوفر نولان إنه من المغرمين بشخصية جيمس بوند، وإنه يتمنّى إخراج فيلم أو أكثر في السلسلة، يومًا ما. منذ ذلك الحين، يُذكر اسم نولان مع كل جزء جديد للجاسوس الإنكليزي الأشهر. أمر تكرّر مؤخّرًا، بعد قرار سام مانديس، مخرج الحلقتين الأخيرتين في السلسلة، عدم إخراج الفيلم المقبل، إذْ تردّدت ـ كالعادة ـ تكهنات حول نولان، الذي قال ـ في تصريح لراديو "بي. بي. سي." قبل أيام ـ إنه "من غير الوارد نهائيًا، وبشكل قاطع، أن يكون مخرج بوند الـ25"، قبل أن يترك الباب مفتوحًا ـ كما يفعل دائمًا ـ بتأكيده على أنه يحب أن يصنع فيلمًا لـ007، "في مرحلة ما".
لذا، يُطرح سؤال: إذا أراد كريستوفر نولان، فعلاً، إخراج فيلم جديد لجيمس بوند، فلماذا يؤجّل ذلك، ويرفض الأمر، طوال الأعوام الـ10 الماضية؟
أكبر عائق يحول دون إخراجه فيلمًا لبوند، كامنٌ ـ حاليًا ـ في الممثل دانيال كريغ. ليس أبدًا لكونه ممثلاً سيئًا، بل على العكس، فكريغ صنع ـ في 4 أفلام لغاية الآن ـ نسخة "بوندية" تُعتَبر الأكثر فنية وقيمة (جاعلاً إياها أقرب إلى الأيقونة)، وتحديدًا في أول فيلمٍ له في هذه السلسلة، "كازينو رويال" (2006) لمارتن كامبل، وفي الثالث أيضًا، "سكايفال" (2012) لسام مانديس؛ بل لأنّ كريستوفر نولان يصنع فارقًا ملحوظًا واستثنائيًا في السلاسل والشخصيات التي يقدِّمها، تمامًا كما فعل في "باتمان"، الذي أصبح شيئًا آخر، بعالمٍ وأجواءٍ مختلفة، في الثلاثية التي أنجزها. وهو، بالتأكيد، يريد تكرار الأمر مع بوند، ما يستدعي بدء مرحلة جديدة من السلسلة، سواء على الشاشة، أو في ذهن الجمهور، وهو شيء لن يحدث أبدًا إذا تعاون مع الممثل نفسه، الذي نجح، بالفعل، مع مخرجين آخرين.
مع إعلان دانيال كريغ أنه سيؤدّي الشخصية للمرة الخامسة على التوالي، في الجزء المقبل، الذي سيُعرض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، يُصبح قرار كريستوفر نولان مفهومًا، و"بشكل قاطع"، بحسب التعبير الذي استخدمه.




من ناحية أخرى، فإن كريستوفر نولان يعرف أن التحدي سيكون صعبًا للغاية، إلى درجة أنه لم يفته تحية سام مانديس في تصريحاته الأخيرة، والإشارة إلى "عمله الرائع في السلسلة"، وهي ليست الإشادة الأولى منه لمانديس، وتحديدًا لعمله في "سكايفال"، الذي عرف نجاحًا فنيًا وجماهيريًا، بشكل غير مسبوق في السلسلة، إذْ حقّق مليارًا و108 ملايين و561 ألفًا و13 دولارا أميركيا كإيرادات دولية. لذلك، فإن مخرج Dark Knight (2008) وInception (2010)، والمرشَّح لـ"أوسكار" أفضل إخراج (2018) عن Dunkirk (2017)، يعلم أنه محتاج إلى وقتٍ كثير، لا يقلّ عن 3 أعوام، لإخراج فيلمٍ يضع فيه بصمته، ويصنع فارقًا في تاريخ السلسلة، ويتجاوز كل عمل سابقٍ على إنجازه.
لذا، لن يكون كريستوفر نولان مخرج "بوند 25". لكنّه سيُخرج، بالتأكيد، نسخته الخاصة، في "وقتٍ ما" في الأعوام المقبلة.