تتوالى في الأيام الأخيرة انتقادات عدد من المثقفين العرب للخطوة التطبيعية التي أقدمت عليها الإمارات مع الكيان الصهيوني، بعضها أتى على شكل تنديدات عامة وبعضها خطوات إجرائية كالتي اتخذها مثقفون مغاربة بسحب أعمالهم من المشاركة في الجوائز الأدبية، التي ترعاها الإمارات، ومنها "جائزة الشيخ زايد للكتاب" و"جائزة البوكر".
في هذا السياق، يبدو صوت المؤسسات الثقافية العربية خافتاً، الرسمية منها والأهلية، ففي ما عدا بيانات من "رابطة الكتّاب الأردنيين"، و"اتحاد الكتّاب التونسيين"، و"بيت الشعر" في الجزائر والمغرب، لا نكاد نسمع الكثير من بيانات المؤسسات الثقافية، وهو ما حدا بعدد من المثقفين إلى إعداد بيانات تجمع توقيعاتهم دون أن تكون تحت سقف مؤسسة بعينها، كما هو الحال مع المثقفين العمانيين في اليوم التالي لإعلان الاتفاق الإسرائيلي- الإماراتي.
ضمن نفس التوجّه، أطلق مثقفون عراقيون بياناً عبر شبكات التواصل الاجتماعي أمس يندّدون فيه بالتطبيع المجاني مع دولة الاحتلال. جاء في البيان: "نعلن، نحن المثقفين العراقيين، داخل الوطن وخارجه، عن شعورنا بالمرارة والألم، مجسّدين موقفنا المبدئيّ الرافض لتطبيع دولة الإمارات مع كيانٍ مغتصِبٍ. هذا الموقف تجسّد غير مرّةٍ حين أكّدَ المثقّفُ العراقيّ في مساراتٍ زمنيّةٍ متعدّدةٍ، وعلى مدار العقود الماضية، مؤكداً التزامه بالقضية الفلسطينية العادلة".
ويتابع البيان: "نتمنى ألّا نخسرَ أيَّ بلدٍ عربيّ لصالح إسرائيل، وعلينا العمل لنعلن: "لا" كبيرةً وواضحةً، لا تشوبها شائبة ضدّ التطبيع باعتباره جريمةً معلنةً. ارتماء الإمارات، وربما دول عربية أخرى في فترةٍ لاحقة، في الحضن الصهيونيّ، يُعدّ خطوةً يمكن اعتبارها طعنةً في خاصرة الشعوب العربية وقضيتِها؛ لذا نرفض، بشكلٍ قاطع، اتفاقيةَ الذلّ والهوان، وندعو في الوقت ذاته القوى العربية الفاعلة من مثقفين، وأكاديميّين، وأحزاب، واتحادات مهنية، ومنظّمات وحركات طليعية إلى تحمّل مسؤوليتها التاريخية في الإعلان عن رفض الاتفاقية، ونشر الوعي، وإدراك أننا الآن أمام مؤامرة لتصفيتنا جميعاً، ومحاصرة أحلامنا".
يدعو البيان إلى "إنشاء محورٍ ثقافيّ يستمد قوته من عدالة قضايانا، وأن نسعى بكل أدوات إبداعنا لرفض مختلف أشكال التطبيع والتبعية، باعتبارها خيانة عظمى".
من الموقّعين على البيان: عبد الكريم كاصد، وجمال حيدر، ومحمد الأمين الكرخي، ورؤيا سعد، وعبدالهادي سعدون، وصادق الطائي، وصالح حسن فارس، وعلي نوير، وشاكر الناصري، ومعتز رشدي، وباسم الشريف، وحسن جوان، وفالح مهدي، وايهاب شغيدل، وعبد الأمير العبادي ، وصلاح حسن الموسوي، وأسامة مهدي الكعبي، وحسين فالح، وعلي لفته سعيد.