تصدّت قوات المعارضة السورية، اليوم الجمعة، لمحاولة تقدّم جديدة للنظام نحو طريق الكاستلو شمالي حلب، وذلك بالتزامن مع استمرار القصف العنيف من الطائرات الحربية التابعة للنظام ولسلاح الجو الروسي على شمال وغرب حلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
وبحسب الناشط الإعلامي حسن الحلبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، فإنّ "قوات المعارضة السورية المتمركزة في مخيم حندرات شمال حلب، تمكنت بعد اشتباكات عنيفة، استمرت حتى الفجر، من التصدي لمحاولات قوات النظام وقوات مليشيا لواء القدس؛ الرامية لاقتحام المخيم. كما كبّدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة في العناصر والعتاد وأجبرتها على التراجع".
من جهتها، نقلت وكالة "شهبا برس" الإخبارية المحلية في حلب، عن مصادر المعارضة المسلحة قولها، إنّها تمكّنت من قتل إثني عشر عنصراً من قوات النظام التي حاولت التقدم في منطقة جمعية الزهراء شمال غرب المدينة، حيث جرت اشتباكات عنيفة أفضت إلى تراجع قوات النظام نحو مواقعها السابقة بعد فشلها في تحقيق أي تقدم ميداني".
وخلال الفترة الأخيرة، كثّف النظام هجماته للسيطرة على طريق الكاستلو، بهدف قطع خط إمداد المعارضة الوحيد إلى مناطق سيطرتها في حلب، ما يؤدي إلى فرض الحصار عليها.
من جهةٍ أخرى، ذكرت مصادر في مدينة اعزاز، بريف حلب الشمالي، أنّ قوات المعارضة تقدمت يوم أمس في المنطقة الواقعة شرق المدينة، والتي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ووصلت إلى بلدة الراعي الاستراتيجية، قرب الحدود التركية وسيطرت على أجزاء منها، لكنها اضطرت للانسحاب من البلدة بعد هجوم معاكس لـ"داعش" أوقع خسائر كبيرة في صفوف المعارضة.
ولفتت مصادر "العربي الجديد"، إلى أن عدد قتلى قوات المعارضة والمفقودين من عناصرها بلغ أكثر من ثلاثين، بالإضافة إلى نحو عشرين جريحاً، تم نقلهم إلى مشافي المدينة، سقط معظمهم نتيجة تفجير تنظيم "داعش" شاحنة مفخخة وسط جموع قوات المعارضة.
إلى ذلك، جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي في ولاية حلب، والتابعة لتنظيم "داعش"، "إنّ قوات المعارضة المدعومة أميركياً، تمكنت من السيطرة على بلدة الراعي بشكل كامل يوم الخميس، بعد إسناد جوي مكثف من طيران الولايات المتحدة، وإسناد مدفعي من المدفعية التركية المتمركزة على الجانب التركي من الحدود المشتركة مع سورية، ليشن مقاتلو التنظيم بحسب البيان بعد ذلك هجوماً معاكساً تمكنوا على إثره من قتل عشرة من عناصر المعارضة خلال الاشتباكات، بالإضافة إلى خمسة وعشرين قضوا نتيجة تفجير الشاحنة المفخخة، كما دمروا أربع آليات لقوات المعارضة" بحسب بيان "داعش".
وتستمر عمليات الكر والفر منذ أشهر في المناطق الممتدة بين مدينة اعزاز من جهة وبلدة الراعي من جهة ثانية بين قوات المعارضة السورية وقوات "داعش"، دون أن يتمكن أي من الطرفين، من حسم المعركة لصالحه.
ميدانياً أيضاً، ذكرت مصادر طبية في ريف حلب الغربي، لـ"العربي الجديد"، أنّ غارة جوية شنتها طائرة حربية تابعة للنظام على مبنى سكني في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، ليل الخميس، أدت إلى مقتل ستة مدنيين وإصابة عشرين آخرين، حالة بعضهم خطرة.
وأضافت المصادر، أنّ غارة جوية مماثلة على بلدة التوامة في ريف حلب الغربي، أدت إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجراح، كما أدت غارة جوية على بلدة حيان في ريف حلب الشمالي، إلى سقوط نحو أربعة جرحى تم نقلهم إلى المستشفيات العاملة في المنطقة.
وتواصلت الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الروسية على أطراف بلدات كفرحمرة وحريتان وعندان بريف حلب الشمالي، حيث تم استهداف هذه البلدات بنحو عشرين غارة جوية حتى فجر الجمعة، كانت بينها غارات بالقنابل العنقودية والفوسفورية أدت إلى اشتعال حرائق في المناطق المستهدفة.