نشرت مجلّة "فالور أكتويل" الفرنسية مقالاً عنصريا اتهمت فيه الأفارقة السود بالتواطؤ والمشاركة في العبوديّة. واحتوى المقال على رسم للنائبة الفرنسيّة الاشتراكية السوداء، دانييل أوبونو، وحول رقبتها طوق من الحديد، كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وفي ردّ فعلٍ على هذه العنصرية، انتقدت كل الأحزاب السياسية الفرنسية في الطوق البرلماني هذا الرسم، إذْ وصف رئيس الوزراء، جان كاستكس، المقالة بأنها "منشور مقزز". واعتذرت المجلة بدورها نافية أن تكون المقالة عنصرية. وأضافت المجلة: "إن النص الذي استخدمناه ليس عنصرياً على الإطلاق. من المريح لخصومنا أن يوجهوا هذا الاتهام لنا".
أمّا أوبونو، العضوة في الحزب اليساري "فرنسا لم تنحن"، فقد وصفت المقال على حسابها على "تويتر" بأنّه "كريه.. غبي ومتوحّش".
وأضافت أن " الصورة تعتبر إهانة لأجدادي ولعائلتي ولحركتي السياسية"، وأنها "أكثر تصميماً من أي وقت مضى على محاربة العنصرية، والعمل من أجل الحرية والمساواة والأخوة"، مكررة بذلك الشعار الأكثر شهرة في الثورة الفرنسية.
ووصل الأمر إلى مستوى الرئاسة الفرنسية، إذ اتصل الرئيس ماكرون بأوبونو وعبّر عن إدانته الواضحة لكلّ شكل من أشكال العنصرية والتمييز.
وجاء هذا الرسم بمثابة تحدّ واستفزاز للمتظاهرين الفرنسيين الذين ملأوا الشوارع وكانت فرنسا قد شهدت مظاهرات في شهري يونيو/حزيران و يوليو/تموز ضدّ التمييز العرقي، وضدّ التاريخ الاستعماري للبلاد.