اكتملت مقاعد المجلس الرئاسي لجمهورية البوسنة والهرسك، المؤلف من ثلاثة مقاعد، يتقاسمها صربي وبوسني وكرواتي، صباح اليوم الأحد، بفوز القومي ميلوراد دوديتش في وقت متأخر من مساء أمس، بالمقعد المخصّص للصرب.
وأعلنت لجنة الانتخابات بعد فرز 43 في المائة من الأصوات، بحسب وكالة "فرانس برس"، أنّ دوديتش حصل على 55 في المائة من الأصوات، مقابل 42 في المائة لمنافسه مرشح الوسط ملادين إيفانيتش.
أما عن المقعد المخصّص للبوسنيين (مسلمين)، فقد حصل مرشح "حزب العمل الديمقراطي" (محافظ، أكبر الأحزاب البوسنية) شفيق ظافروفيتش، على 38 في المائة من الأصوات، فيما فاز بالمقعد الرئاسي المخصص للكروات مرشح الحزب الاجتماعي- الديمقراطي زليكو كوزميتش بحصوله على 49 في المائة من الأصوات مقابل 38 في المائة حصل عليها منافسه اليميني القومي دراغان كوفيتش.
وتتألّف جمهورية البوسنة والهرسك من كيانين سياسيين هما "جمهورية صرب البوسنة" و"الفدرالية الكرواتية -المسلمة" يتولى كل منهما إدارة شؤونه الداخلية من أمن وتعليم واقتصاد، في حين أن المجلس الرئاسي الثلاثي الذي يجسد وحدة الدولة، يتولى حصراً النظر في المسائل المتعلّقة بالسياسة الخارجية والدفاع. والنظام السياسي المعقد في البلد الساحلي المطل على البحر الأدرياتيكي، ناتج من تسوية الصراع الدامي بين البوسنيين والصرب والكروات بين عامي 1992 و1995.
وشهدت البوسنة والهرسك أمس الأحد اقتراعاً، لاختيار أعضاء مجلسها الرئاسي الثلاثي الذي يدير البلد البلقاني الفقير الذي ملّ سياسييه الذين راهنوا مرة أخرى على المشاعر الإتنية قبل الانتخابات العامة. ولا يزال البلد الواقع في جنوب أوروبا بمثابة فسيفساء بين عناصره الثلاثة الرئيسية. وبعد 25 عاماً من النزاع الذي أوقع مائة ألف قتيل، راهن المرشحون الأبرز على العامل القومي، وخصوصاً الصربي ميلوراد دوديتش والكرواتي دراغان كوفيتش، فيما تواجه البلاد قائمة طويلة من الأزمات الاقتصادية، ويقول العديد من الناخبين أنهم فقدوا الثقة بطبقة سياسية يتهمونها بإثارة الخوف والنعرات القومية للبقاء في السلطة.
وكان دوديتش الذي كان عبّر عن قربه من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، دعا مراراً في الماضي إلى تنظيم استفتاء استقلال "جمهورية الصرب" الكيان الصربي في البوسنة الذي يديره منذ 2006. ويمثل الصرب ثلث سكان البوسنة والهرسك البالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة. من جهته، يأمل دراغان كوفيتش أن يكون للكروات الذين يمثلون 15 بالمائة من السكان كيانهم الخاص بهم.
ويرى منافسو دوديتش وكوفيتش أن وصولهما إلى المجلس الرئاسي الثلاثي يطرح مخاطر حقيقية تنذر بتفكك البوسنة.
ويبلغ متوسط الدخل في البوسنة 430 يورو، ويعاني ما بين 20 بالمائة وثلث السكان من البطالة.
ويعد الاقتراع اختباراً للبوسنة، وسيحدد إن كانت ستحقق تقدما في محاولاتها الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وتعزيز التعاون مع حلف شمال الأطلسي، أم أنها ستبقى مقيدة بالمشاحنات العرقية.
ولم تتجاوز نسبة التصويت في انتخابات المجلس الرئاسي للبوسنة 37 في المائة.
(فرانس برس، رويترز)