مددت محاكم الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، اعتقال الصحافيين الفلسطينيين مجاهد بني مفلح وسامح الطيطي لمدد مختلفة، بينما من المفترض أن تجري محاكمة الصحافي يزن أبو صلاح، وتزامنت محاكمة الصحافيين الثلاثة مع وقفة تضامنية معهم وسط مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وأصدرت محكمة "سالم" العسكرية الإسرائيلية المقامة غرب جنين شمال الضفة الغربية قراراً بتمديد اعتقال الصحافي مجاهد بني مفلح، من هيئة التحرير في موقع "الترا فلسطين"، وتقرر عقد جلسة محاكمة له يوم الخميس المقبل.
واعتقلت قوات الاحتلال الصحافي بني مفلح، ليل الخميس في 27 فبراير/ شباط الماضي، خلال توجهه من بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة وهي مسقط رأسه إلى مدينة رام الله وسط الضفة حيث يسكن، وتم تحويله للتحقيق لدى شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
كما أجلت محكمة عوفر العسكرية المقامة غرب رام الله البت في قضية الأسير الصحافي سامح الطيطي، حتى تاريخ 19 إبريل/ نيسان القادم.
وكان الاحتلال اعتقل الطيطي وهو من سكان مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2019، بعد أن اقتحمت منزله وفتّشته وعاثت فيه تخريباً بحجة التفتيش، قبل أن تعتقله.
ومن المفترض أن تجري جلسة محاكمة للصحافي يزن أبو صلاح في محكمة "سالم" العسكرية، اليوم، حيث كان من المفترض أن تُعقد له جلسة محاكمة يوم الخميس الماضي، وجرى تأجيلها حتى اليوم.
وأوضح عضو نقابة الصحافيين الفلسطينيين عمر نزال أن الاحتلال الإسرائيلي يصعد اعتداءاته بحق الإعلام الفلسطيني من خلال قتل واعتقال الصحافيين، والاعتداء بشكل متعمد عليهم ومنعهم من العمل والوصول لمكان الحدث.
وتابع في حديث لـ"العربي الجديد" أن المبررات التي يسوقها الاحتلال لاعتقال الصحافيين والزج بهم في سجونه واهية، وفضفاضة، وخاصة تهمة "التحريض"، التي يهدف من ورائها إلى خلق حالة من الرقابة الذاتية لدى الصحافيين لعدم نشر أي أخبار أو صور او حتى منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي خشية الملاحقة والاعتقال.
واشار نزال إلى أنه في الوقت الذي يدعي الاحتلال ملاحقته للمنشورات التحريضية الفلسطينية، فقد أكدت جهات حقوقية أن هناك منشورا كل 64 ثانية في الإعلام الإسرائيلي وصفحات التواصل الاجتماعي تحرض على الفلسطينيين.
ولفت نزال إلى أن نقابة الصحافيين تقاطع المحاكم العسكرية الإسرائيلية، لذا فهي لا توكل محاميها للدفاع عن الصحافيين الأسرى، بل تتابع ملفاتهم من خلال الجهات الفلسطينية ذات الصلة مثل نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى، لكن نزال أكد أن النقابة تتواصل مع الاتحاد الدولي للصحافيين ومع كافة المؤسسات والهيئات الحقوقية في العالم للتصدي لاعتداءات الاحتلال بحق الإعلام الفلسطيني.
نزال أكد في كلمة له خلال وقفة تضامنية مع الصحافيين الثلاثة، أن محاكمة الاحتلال الصحافيين هدفها الأساسي إسكات كل صوت حر، مؤكداً "سنعلي صوتنا أكثر وسنواجه هذا المحتل بعملنا وانتمائنا لهذا البلد، ونحن من يفضح ويعري هذا الاحتلال أمام العالم".
وهتف المشاركون للصحافيين الذين تجري محاكمتهم اليوم، ورددوا "حيوا الصحافي هـ المقدام.. حيوا مجاهد والإعلام"، "يا مجاهد احنا معاك شعبك أبدا ما بينساك"، "من جنين الأبية لمجاهد تحية"، "يا أسير احنا معاك.. يا أبطال الزنازين يلي قهرتوا السجانين.. انتو أولاد فلسطين ما بنترككم منسيين"، "لازم تعرف يا سجان احنا شعب كالبركان"، فيما رفع المشاركون لافتات تندد وتدين جريمة الاحتلال بحق الصحافيين وصور الصحافييين الذين تتم محاكمتهم، بينما توجه بعض المشاركين إلى قرب محكمة سالم بانتظار عائلات الصحافيين إسنادا لهم.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد الصحافيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي (15) صحافياً، أقدمهم الأسير محمود عيسى من بلدة عناتا شمال القدس، والمعتقل منذ عام 1993م، وهو محكوم بالسّجن ثلاثة مؤبدات و(46) عاماً، ومن ضمن الصحافيين الأسيرتان ميس أبو غوش التي تعرضت لتعذيب نفسي وجسدي استمر لمدة تزيد عن الشهر في مركز تحقيق "المسكوبية"، وبشرى الطويل المعتقلة إدارياً.