لا تزال محرقة غزة مستمرة؛ فالاحتلال الإسرائيلي، يمارس من البر والبحر والجو جرائمه ضدّ المدنيين العزل، كل ذنبهم تمسّكهم بأرضهم وحقهم في الحياة والكرامة والحرية.
ويواصل الاحتلال بقواته البرية التي حشدها على الحدود، ومدفعيته التي نشرها شمالاً وشرقاً، وطائراته التي لا تغادر سماء القطاع، وقطعه البحرية المتحركة على طول شاطئ بحر غزة، قتل الفلسطينيين العُزّل في منازلهم وفي الشوارع بعدما أثخنت المقاومة في جيشه جراحاً.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 611 وأكثر من 3700 جريح، بعدما انتشلت الطواقم الطبية، في حيّ الزيتون جنوبي مدينة غزة، جثماني الشهيدتين، المسنّة فاطمة حسن عزام، ومريم حسن عزام، من تحت أنقاض منزل العائلة الذي دُمر على من فيه. فيما انتشلت من شمالي القطاع الطفلة، منى الخروات (4 سنوات).
وفي منطقة المحطة، شمالي مدينة غزة، نقلت الطواقم الطبية الفتى الشهيد، أحمد صلاح أبو سيدو (17 عاماً)، بعدما استهدفه قصف إسرائيلي مباشر. وقال مصدر طبي، إن عدداً من المواطنين استشهدوا في الحادث ذاته.
كما انتشل المسعفون والطواقم الطبية، في حيّ تل الهوا، جثمان الشهيد أمجد الهندي، بعد ساعات من استشهاده، فيما استشهد الشابان وليد سليمان أبو ظاهر وهيثم سمير الأغا، في قصف استهدف مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
وفي محيط مطار غزّة الدولي المدمّر منذ سنوات، أعلنت مصادر طبية استشهاد ياسمين أبو مر، بنيران المدفعية الإسرائيلية، فيما عثرت الطواقم الطبية على جثماني الشهيدين سامح السوافيري ومحمد أبو فياض في مزرعة للدواجن استُهدفت في وقت سابق.
وجنوباً في مدينة رفح الملاصقة للأراضي المصرية، استشهدت خضرة أبو تيلخ في قصف استهدف منازل المواطنين في حي النصر في المدينة. أما في منطقة الزنة، التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، استشهد الشاب محمد عبد الكريم أبو جامع، في قصف إسرائيلي.
وبموازاة استهداف الاحتلال للمدنيين، تمكّن أحد مقاتلي "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، من زرع عبوة "شواظ" أسفل ناقلة جند إسرائيلية شرقي حيّ التفاح في غزة، وتفجيرها ما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل كل من فيها، وفق بيان رسمي صدر عن "القسام".
وذكرت "القسام" في إحصائية أولية، أنّها منذ الحرب البرية، دمرت 36 آلية واستهدفت أماكن تحصّن القوات الخاصة بـ35 قذيفة و33 عبوة، وقنصت 11 جندياً.
من جهتها، أعلنت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، أنها قصفت بخمسة صواريخ من طراز 107 مستوطنة العين الثالثة، فيما قصفت "كتائب القسام" مدينة القدس المحتلة بخمسة صواريخ من طراز أم 75.
في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، أن السلطات المصرية ترفض حتى اللحظة دخول أي فلسطيني عبر معبر رفح البري إلى الجانب المصري. ومن المقرر اليوم سفر جرحى العدوان والحالات المرضية المغطاة رسمياً من وزارة الصحة، بحسب ما أبلغت السلطات المصرية هيئة المعابر والحدود.
وأوضحت الوزارة أن الحافلات دخلت إلى الجانب المصري من المعبر، لكن السلطات المصرية قامت بإرجاعها دون إبداء الأسباب وترفض حتى اللحظة دخول أي مواطن فلسطيني رغم أن أبواب المعبر مفتوحة.
وفي إطار الحرب على غزّة، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أنّ قوات الاحتلال سيطرت على معظم الأنفاق التي حفرتها عناصر التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزّة.
وقال أدرعي، في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "لم يفاجئ الجيش حجم شبكة الأنفاق. والتمكن من السيطرة على معظم هذه الأنفاق تدل على مستوى المعلومات الاستخبارية التي جمعتها إسرائيل". ولم يذكر المتحدث العسكري الإسرائيلي أماكن تلك الأنفاق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له، صباح اليوم الثلاثاء، أنه اكتشف 66 مدخلاً لنحو 23 نفقاً في غزة "أعدت لمهاجمة أهداف في إسرائيل"، مشيراً إلى أنه دمر ستة من هذه الأنفاق، منذ بدء عمليته العسكرية "الجرف الصامد" في السابع من الشهر الجاري. وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت أن العملية البرية التي ينفذها الجيش في القطاع تستهدف الأنفاق.
عل مستوى ردود الأفعال، نفى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ادعاء زعيم المعارضة التركية قليتشدار أوغلو، بأن الرادار المنصوب في كورجيك التركية يقدّم معلومات لإسرائيل، موضحاً أن "هذا الرادار تابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما أن إسرائيل ليست في حاجة لمعلومات هذا الرادار، لأن لديها مصادر أخرى مختلفة للحصول على المعلومات"، كما نقلت عنه وكالة "الأناضول".
كما نفى الادعاءات ببيع تركيا وقوداً للطائرات لإسرائيل، مشيراً الى أن "وزير الطاقة التركي نفى ذلك مراراً، ومن يدّعي ذلك امتهن الكذب، وليس في جعبته سوى الافتراءات".
وأوضح أنه "عندما تهبط الطائرات الإسرائيلية في تركيا، تتزود بالوقود، أو تخضع للصيانة، ثم تتابع مسارها، وهذا متعارف عليه بالنسبة لأية طائرة تهبط في أية دولة أخرى، وبالمقابل أيضاً هناك أكثر من 40 طائرة تركية تهبط في تل أبيب أسبوعياً، وهي بدورها تتزود بالوقود هناك". وأضاف أردوغان "سنقف في وجه الأفخاخ الرامية إلى جعل الحكومة التركية والرئيس التركي يقفان إلى جانب إسرائيل".