وكشفت طهران رسمياً عن تطوير برنامجها النووي عام 1974، عبر تأسيس "هيئة الطاقة الذرية الإيرانية"، والتوقيع قبل ذلك على معاهدة "الحدّ من الانتشار النووي"، لكن البرنامج شهد سباتاً نسبياً حتى التسعينيات، حين باشرت سلطات البلاد عمليات تنقيب ومعالجة اليورانيوم.
وكان عام 2003 مفصلياً، بعد خروج البرنامج الإيراني إلى العلن، فبات محط جدل دولي، بعد نشر ايران أنباءً عن انتاجها وقوداً نووياً لمنشآتها، وبدأ منذ ذلك العام الحديث عن المفاوضات النووية، ومحاولات الحدّ من القدرة الإيرانية، في وقت كان الإصلاحي محمد خاتمي رئيساً للبلاد.
في عام 2005 بدأت حقبة جديدة من التشدّد الإيراني في البرنامج النووي، مع تبوؤ الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد سدة الرئاسة، وأعلنت البلاد في عام 2006 عن تخصيبها اليورانيوم بنسبة 3.5 في المائة، وبعد ستة أعوام استطاعت طهران حقن قضبان وقود نووي من اليورانيوم العالي التخصيب في منشأة طهران. وكل هذا كان كفيلاً بتشديد العقوبات على كل القطاعات الاقتصادية الإيرانية، بقرارات من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والكونغرس الأميركي.
اقرأ أيضاً: 80 مليار دولار تعود إلى إيران من الاتفاق النووي
ويُعدّ مفاعل بوشهر الواقع جنوبي البلاد، أبرز المواقع النووية الإيرانية، والذي افتُتح بشكل كامل عام 2011، وهو مفاعل مخصص لتوليد الطاقة الكهربائية. كما تُعتبر محطة فردو في قم، من أهم مواقع تخصيب اليورانيوم أيضاً، أما منشأة نتانز للتخصيب أيضاً، فتقع بالقرب من أصفهان، وسط البلاد. كما برز مفاعل آراك، الذي يعمل بالماء الثقيل، والذي طالما شكّل تحدياً على طاولات المفاوضات، بالإضافة إلى مفاعل طهران المخصص للأبحاث الطبية، المنتجة للنظائر المشعة.
وبعد سنوات من الجمود أو صعوبة التفاوض، في جنيف ولوزان السويسريتين وفيينا النمسوية ومسقط العمُانية، تمكن أفرقاء التفاوض من توقيع اتفاق جنيف المؤقت عام 2013، بعد وصول الرئيس المعتدل حسن روحاني لكرسي الرئاسة. مُدّد الاتفاق مرتين، ونصّ على تعليق فرض عقوبات جديدة على إيران في مقابل وقف التخصيب بنسبة عشرين في المائة واستمراره بنسبة خمسة في المائة فقط، مع ترقيق كل اليورانيوم العالي التخصيب.
وبعد 18 شهراً من التفاوض الجدي، الذي خاضه الوفد المفاوض برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، استطاعت إيران التوصل لاتفاق إطاري يسمح بإلغاء كل العقوبات على البلاد، في مقابل استمرار التخصيب بنسبة 3.67 في المائة، وتبديل مفاعل فردو إلى مؤسسة علمية فيزيونووية، والاتفاق على إعادة تصميم قلب مفاعل آراك، واستمرار عمل 6 آلاف جهاز طرد مركزي من أصل 19 ألفاً تمتلكها البلاد، على أن تبدأ إيران مع دول 5+1 التحضيرات لتوقيع اتفاق نهائي مطلع يوليو/تموز المقبل.
اقرأ أيضاً: الطاقة الرخيصة حصيلة الاتفاق الغربي مع إيران