دانت محكمة عسكرية في الجزائر جنرالاً سابقاً في جهاز الاستخبارات، وجهت له تهم ثقيلة، في جلسة محاكمة سرية بطلب من وكيل الجمهورية العسكري.
وقضت المحكمة العسكرية في وهران غرب الجزائر بالسجن لمدة خمس سنوات في حق الجنرال السابق في جهاز الاستخبارات، عبد القادر آيت وعرابي المدعو حسان، والذي كان مسؤولاً على قسم مكافحة الإرهاب في الجهاز الأمني.
ووجهت إلى الجنرال حسان تهم ثقيلة تتصل بمخالفة تعليمات عسكرية وإتلاف وثائق عسكرية، لكن بعض التقارير، ذهبت إلى أن التهم تتصل بنشاط عدّ مخالفاً للقانون، زعم الجنرال حسان أنه كان يدخل في إطار محاربة الإرهاب.
وقد تم توقيف العميد حسان، في أغسطس الماضي، وتم تقديمه أمام قاضي التحقيق للمحكمة العسكرية بالبليدة الذي أمر بنقله إلى المحكمة العسكرية في وهران للمحاكمة.
و انتقد خالد بورايو محامي الجنرال حسان تقديم موكله للمحاكمة على الرغم من الخدمات الجليلة التي قدمها للجزائر في مرحلة مكافحة الإرهاب، موضحاً أنه يستغرب محاكمة جنرال قدم حياته وجهده لإنقاذ الجزائر من الإرهاب، فيما تفرش السلطات البساط الأحمر للأمير السابق لتنظيم وصفه بالإرهابي، في إشارة إلى تنظيم الجيش الإسلامي للإنقاذ.
وهذه أول مرة يحاكم فيها جنرال في الجيش والمخابرات، منذ تولي الرئيس بوتفليقة الحكم في أبريل عام 1999، ويرجح مراقبون أن تكون لهذه المحاكمات طابع سياسي يتعلق بخلافات بين الرئيس بوتفليقة وقيادات في جهاز المخابرات، حاولت تعطيل ترشحه لولاية رئاسية رابعة في أبريل 2014.
والجنرال حسان، كان مسؤولاً عن مكافحة "الإرهاب" بجهاز المخابرات الجزائرية، قبل إحالته على التقاعد نهاية عام 2013، ليتم اعتقاله، في أغسطس/آب الماضي، من طرف مصالح الأمن، ويُزجّ به في السجن، ثمّ إحالته على القضاء العسكري، حيث وُجهت إليه تهمتا إتلاف وثائق عسكرية، ومخالفة أوامر عسكرية حول أحداث تعود لسنوات خدمته.
وكان مقران آيت العربي، وهو محام، أيضاً، في حق الجنرال حسان، قد طلب قبل أيام حضور القائد السابق لجهاز الاستخبارات الجزائرية الفريق، مدين محمد المدعو توفيق، (أقيل من منصبه شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد 25 سنة قضاها على رأس الجهاز)، كشاهد في المحاكمة باعتباره كان مسؤولاً مباشراً للجنرال حسان، إلا أنّ توفيق لم يحضر الجلسة السرية التي جرت وقائعها اليوم.
ويعتبر الجنرال عبد القادر آيت وعرابي، واحداً من كبار القادة الأمنيين في الجزائر، منذ تسعينيات القرن الماضي، وقاد فرع مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات، منذ عام 2006 إلى غاية إحالته على التقاعد نهاية عام 2013.
اقرأ أيضاً:انتفاضة أكتوبر الجزائرية بعيون الجنرال نزار: الشاذلي مسؤول