الحيوانات كموضوع لم تكن شاغلاً للفنان التشكلي العربي، ولم تحضر في لوحته، غالباً، إلا لتؤدي دوراً ضيقاً ومحدوداً، كأن تظهر في أعمال تقليدية مجدت جمال الفرس والجِمال، أو تظهر كتفصيل جانبي في مشهد ريفي أو كأضحية في لوحة عن العنف مثلاً. أما الحيوان كموضوع بحد ذاته دون أن يكون مصدر للقوة ولا جزءاً من منظر طبيعي أو رمزاً تشكيلياً فهو خيار تشكيلي نادر فعلاً.
الفنان الفلسطيني محمد الحواجري في معرضه الذي يفتتح في الثامن من الشهر الجاري في غاليري "المرخية" في الدوحة ويتواصل حتى 16 كانون الثاني/ يناير 2016، يفرد مساحته التشكيلية واللونية لرسم الحيوانات المهمشة، التي لا ترسم لأسباب جمالية ولا رمزية، إنها حيوانات عاشت بيننا دائماً حتى أصبحت غير مرئية.
يقول الحواجري في حديثه عن عمله "مزرعة الحيوانات": "تذكرني الحيوانات بطفولتي"، بل بالماعز الحمراء التي ورثتها جدته. ويعود إلى ما هو أبعد، إلى الحيونات على جدران "الكهوف وفي قصص وحكايا كليلة ودمنة، وتماثيل الحضارة البابلية في العراق، وأساطير الخيال والرعب في الصين، وعبادة البقر في الهند، والرموز الفرعونية في مصر، ورسوم الكارتون للأطفال، وانتهاء بالسينما المعاصرة.
يتضمن المعرض أيضاً لوحات حملت الموضوع الفلسطيني على نحو تقليدي، ذكرنا لأعمال بأعمال شهيرة لإسماعيل شمّوط، حوّل فيها جسد المرأة بالثوب الفلسطيني التقليدي إلى مساحة عملاقة يتضاءل العالم من حولها.
اقرأ أيضاً: سرديات هاني زعرب: أزمنة "حب بجودة منخفضة"