أخفقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجدداً في الوصول إلى القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، ليظلّ، محمد الضيف، أبو خالد، كابوساً يُرهق الإسرائيليين، ويمنعهم من الاحتفال بنشوة إنجاز عملياتي على الأرض، بعد سلسلة إخفاقات.
وأعادت محاولة اغتيال الضيف، التي استشهدت فيها زوجته، وداد عصفورة، ونجله علي (7 أشهر)، الرجل إلى الواجهة مجدداً. وهددت حركة "حماس" الإسرائيليين في غلاف قطاع غزة، وتوعّدتهم بـ"عدم العودة إلى منازلهم إلا بأمر وقرار من الضيف".
ويزدحم سجل القائد العام للقسام بالعمليات التي خطط لها وأشرف على تنفيذها، وأدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين، طوال العقدين الماضيين، الأمر الذي جعله على قائمة أبرز المطلوبين للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويطلق عليه جهاز استخبارات الاحتلال وصف "رأس الأفعى".
وتحول الضيف من مدينة خانيونس جنوب القطاع التي ولد فيها العام 1965، من فنان مسرحي إلى قائد عسكري لأكبر جناح فلسطيني مسلح، تحسب له إسرائيل وغيرها ألف حساب.
واشتهر الضيف بلقب "أبو خالد" والذي اقتبسه من دوره التمثيلي في إحدى العروض المسرحية التابعة لفرقة "مشاعل"، التي ساهم في تأسيسها في الثمانينات، فيما تميز بالهدوء والسرية في العمل، والقدرة على انتقاء الرجال والاختفاء عن الأنظار.
انضمّ إلى "حماس"، وأشرف على سلسلة عمليات الانتقام بعد اغتيال يحيى عياش، مهندس "القسام" في الضفة الغربية، في1996. واعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو/ أيار 2000، ولكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى أواخر شهر سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
وتعرض الضيف لسلسلة من عمليات الاغتيال الفاشلة، كان إحداها في 26 سبتمبر/أيلول 2002، عندما استهدفت مروحيات الأباتشي الحربية سيارته في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة بصاروخين، وعندها نجا بأعجوبة من الموت واستشهد اثنان من مرافقيه.
وفي 12 يوليو/تموز 2006 استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، منزلاً في حي الشيخ رضوان، فاستشهد تسعة أفراد من عائلة أبو سلمية، وزعم الاحتلال حينها بأن قادة "كتائب القسام" كانوا مجتمعين في البيت ومنهم الضيف.
ويعتقد أن الضيف يتحرك بمساعدة كرسي متحرك، ولا أحد في قطاع غزة يعرف أين يقطن، حتى قادة في الصف الأول لـ"حماس" لا يعرفون طريقة التواصل معه. ويكتفي الضيف بقيادة "القسام" عبر مجلس عسكري يضم نحو عشرة من القادة، هم مسؤولي القسام في المناطق.