26 نوفمبر 2017
محمد جبريل إلى الجحيم لتحيا مصر!
رضا حمودة (مصر)
ما حدث مع الشيخ محمد جبريل، بعد دعائه على الظالمين، ليلة السابع والعشرين من رمضان، في مسجد عمرو بن العاص، ما هو إلاّ استمرار لحالة الإرهاب المعنوي، فضلاً عن المسلح الذي تعيشه مصر منذ أكثر من عامين من استئصال كل ما هو إخواني، أو بالأحرى ما هو إسلامي في حقيقة الأمر وجوهر الصراع، حيث لا مجال لأي صوت معارض وغير مسموح بمجرد الاختلاف في الرأي مع السلطة، على الرغم من أنها (أي السلطة) جاءت عن طريق المعارضة المسلحة، وبقوة الدبابة والاختلاف اللاأخلاقي بالأساس سياسياً واعلامياً. لكن، الواضح أنهم لا يريدون أن يتكرر معهم السيناريو نفسه باتاحة الحرية مع المعارضين والمخالفين، فأغلقوا كل الأبواب والمنافذ.
المثير للغثيان ليس فيما حدث للشيخ جبريل من منعٍ للصلاة في كل مساجد مصر، وحتى منعه من السفر، فذلك ليس جديداً، فقد اعتقل النظام وأبعد وفصل من العمل علماء وأكاديميين كثيرين، ولكن في اغتيال شخصية الرجل على هذا النحو الخسيس المنقطع النظير، حين تتهم صحيفة صفراء تابعة للسطة الشيخ في شرفه، وتطعن في أخلاقه، باختلاق قصة سينمائية رخيصة وركيكة، لا تنطلي سوى على البلهاء من أتباع هذا النظام.
أشاعت صحيفة (الفجر)، ورئيس تحريرها عادل حمودة، المعروف بخطه الصحفي المعتمد على الإثارة، خبراً في مانشيت كبير على لسان فتاة منتقبة ادعت أن الشيخ جبريل عاشرها في الحرام عامين، بعد يومين من دعاء الشيخ على القتلة والظالمين، كرد فعلٍ مفضوح عن ما بدر منه، ومفاجأته حد الصدمة الكهربائية الانقلابيين ومن ناصرهم.
لا تعدو القصة من أولها إلى آخرها كونها قصة إباحية من قصص الفجور الصحفي الصفراء، تُفند بعضها بعضا، ولا تحتاج لمزيد من جهد التفكير، لإثبات اختلاقها من الأساس، بغرض النيل من شرف الرجل وشجاعته، وتشويه صورته أمام محبيه، بعد فضحه جرائم الظالمين على رؤوس الأشهاد، وسط تأمين آلاف المصلين في مسجد عمرو بن العاص وخارجه ممن سمعوا الرجل وأمّنوا خلفه، فما كان من الظالمين إلاّ أن تحسّسوا رؤوسهم، ولسان حالهم يقول: الشيخ يقصدنا بدعائه، فنحن الظالمون حقاً وصدقاً، ولا أحد غيرنا جدير بالانتساب للظلم والفساد، فقرروا الانتقام بطريقة خسيسة.
القصة تفضح كذب القتاة المنتقبة بملاحظتين. الأولى: لماذا انتظرت الفتاة عامين كي تفصح عن سوء أخلاق الشيخ وخيانته العهد والدين، ولم تفضحه من شهور بعد اكتشاف خيانته وتغريره لها، أم أن ضميرها استيقظ فجأة، ثأراً لشرفها وعرضها؟
وتتعلق الثانية بدلالة توقيت اعتراف الفتاة المنتقبة، بعد يومين من دعاء الشيخ على الظالمين، والحملة الشرسة التي شنتها عليه أجهزة السلطة قاطبةً إعلامياً، وتم منعه على إثرها من إمامة المصلين في جميع مساجد مصر، فضلا عن منعه من السفر بعد شكوى كيدية من وزارة الأوقاف العسكرية، وهو ما يطعن في صحة القصة من الأساس، ويثبت كيديتها نكاية في الشيخ، وارضاءً للحاكم (أقصد الظالم الذي قصده الشيخ بدعائه).
تبقى ملاحظة أخيرة صغيرة ذات دلالة كبيرة مقصودة، حيث اتهام الشيخ جبريل عن عمد في فتاة (منتقبة) ربما كي تليق بسمت ووقار الرجل، لتنطلي على المغفلين والأغبياء، وليست أي فتاة أخرى سافرة الوجه مثلاً، أو غير محجبة من الأصل، بغرض تغليف القضية بصبغة إسلامية خالصة، اتساقاً مع أجواء الحرب على الإرهاب (أو الاسلام)، وتشويه صورة المحجبات والمنتقبات عامةً، الجاري تشويهها بالفعل منذ أكثر من عامين. ولنا في قصة جهاد النكاح المفبركة في اعتصامات ميداني رابعة والنهضة المثل المقزز، والتي اقتبسها إعلام "3 يوليو" من نظيره السوري، بهدف النيل من كل ما له رمزية دينية إسلامية.
في مصر وبلداننا العربية، وكل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية، قد يُسمح بسب الدين والأنبياء، وازدراء الأديان والمقدسات الدينية، بل وسب الذات الإلهية، والدعوة إلى الإلحاد في وسائل الإعلام، لكنه من المُحرمات أن تتعرض للحاكم بأمره بالنقد أو حتى التلميح بالمعارضة، بحجة الإساءة لرموز الدولة، والويل والثبور وعظائم الأمور من يخالف كتالوج السمع والطاعة.
المثير للغثيان ليس فيما حدث للشيخ جبريل من منعٍ للصلاة في كل مساجد مصر، وحتى منعه من السفر، فذلك ليس جديداً، فقد اعتقل النظام وأبعد وفصل من العمل علماء وأكاديميين كثيرين، ولكن في اغتيال شخصية الرجل على هذا النحو الخسيس المنقطع النظير، حين تتهم صحيفة صفراء تابعة للسطة الشيخ في شرفه، وتطعن في أخلاقه، باختلاق قصة سينمائية رخيصة وركيكة، لا تنطلي سوى على البلهاء من أتباع هذا النظام.
أشاعت صحيفة (الفجر)، ورئيس تحريرها عادل حمودة، المعروف بخطه الصحفي المعتمد على الإثارة، خبراً في مانشيت كبير على لسان فتاة منتقبة ادعت أن الشيخ جبريل عاشرها في الحرام عامين، بعد يومين من دعاء الشيخ على القتلة والظالمين، كرد فعلٍ مفضوح عن ما بدر منه، ومفاجأته حد الصدمة الكهربائية الانقلابيين ومن ناصرهم.
لا تعدو القصة من أولها إلى آخرها كونها قصة إباحية من قصص الفجور الصحفي الصفراء، تُفند بعضها بعضا، ولا تحتاج لمزيد من جهد التفكير، لإثبات اختلاقها من الأساس، بغرض النيل من شرف الرجل وشجاعته، وتشويه صورته أمام محبيه، بعد فضحه جرائم الظالمين على رؤوس الأشهاد، وسط تأمين آلاف المصلين في مسجد عمرو بن العاص وخارجه ممن سمعوا الرجل وأمّنوا خلفه، فما كان من الظالمين إلاّ أن تحسّسوا رؤوسهم، ولسان حالهم يقول: الشيخ يقصدنا بدعائه، فنحن الظالمون حقاً وصدقاً، ولا أحد غيرنا جدير بالانتساب للظلم والفساد، فقرروا الانتقام بطريقة خسيسة.
القصة تفضح كذب القتاة المنتقبة بملاحظتين. الأولى: لماذا انتظرت الفتاة عامين كي تفصح عن سوء أخلاق الشيخ وخيانته العهد والدين، ولم تفضحه من شهور بعد اكتشاف خيانته وتغريره لها، أم أن ضميرها استيقظ فجأة، ثأراً لشرفها وعرضها؟
وتتعلق الثانية بدلالة توقيت اعتراف الفتاة المنتقبة، بعد يومين من دعاء الشيخ على الظالمين، والحملة الشرسة التي شنتها عليه أجهزة السلطة قاطبةً إعلامياً، وتم منعه على إثرها من إمامة المصلين في جميع مساجد مصر، فضلا عن منعه من السفر بعد شكوى كيدية من وزارة الأوقاف العسكرية، وهو ما يطعن في صحة القصة من الأساس، ويثبت كيديتها نكاية في الشيخ، وارضاءً للحاكم (أقصد الظالم الذي قصده الشيخ بدعائه).
تبقى ملاحظة أخيرة صغيرة ذات دلالة كبيرة مقصودة، حيث اتهام الشيخ جبريل عن عمد في فتاة (منتقبة) ربما كي تليق بسمت ووقار الرجل، لتنطلي على المغفلين والأغبياء، وليست أي فتاة أخرى سافرة الوجه مثلاً، أو غير محجبة من الأصل، بغرض تغليف القضية بصبغة إسلامية خالصة، اتساقاً مع أجواء الحرب على الإرهاب (أو الاسلام)، وتشويه صورة المحجبات والمنتقبات عامةً، الجاري تشويهها بالفعل منذ أكثر من عامين. ولنا في قصة جهاد النكاح المفبركة في اعتصامات ميداني رابعة والنهضة المثل المقزز، والتي اقتبسها إعلام "3 يوليو" من نظيره السوري، بهدف النيل من كل ما له رمزية دينية إسلامية.
في مصر وبلداننا العربية، وكل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية، قد يُسمح بسب الدين والأنبياء، وازدراء الأديان والمقدسات الدينية، بل وسب الذات الإلهية، والدعوة إلى الإلحاد في وسائل الإعلام، لكنه من المُحرمات أن تتعرض للحاكم بأمره بالنقد أو حتى التلميح بالمعارضة، بحجة الإساءة لرموز الدولة، والويل والثبور وعظائم الأمور من يخالف كتالوج السمع والطاعة.
مقالات أخرى
11 يناير 2017
14 يونيو 2016
04 مايو 2016