وشهدت البصرة، أمس الجمعة، تظاهرات واسعة شملت عدة مناطق في المحافظة، وسط إجراءات أمنية مشدّدة وتطويق للمتظاهرين.
وقال عضو تنسيقية تظاهرات البصرة، ماجد التميمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التظاهرات التي شهدتها المحافظة أمس الجمعة، والأيام التي سبقتها، لن تتوقف هذه المرة، حيث بدأت بالاتساع وستشمل عموم المحافظة"، مبينا أنّ "حالة من الغليان الشعبي تتصاعد، وأنّ القوات الأمنية والحكومة لن تستطيع منعنا من ممارسة حقنا في التعبير عن غضبنا".
وأكد التميمي أنّ "تظاهراتنا سلمية وتطالب بالحقوق الدستورية لأهالي المحافظة، وعلى الحكومة ألا تحاول إلصاق التهم بالمتظاهرين".
وأخذت أصداء تظاهرات البصرة الغاضبة بالاتساع إلى خارج المحافظة، حيث بدأ ناشطو المحافظات الأخرى بالتحرك لدعم البصرة والخروج بتظاهرات تأييدا لها.
وقال الناشط المدني عن محافظة بغداد، ناصر الغزي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بغداد والنجف والمثنى خرجت أمس بتظاهرات مؤيدة لتظاهرات البصرة"، مبينا أنّ "تظاهرات هذه المحافظات كانت عفوية وتأييدا تلقائيا للبصرة من دون تنسيق مسبق".
وأكد الغزي أنّ "الحراك الشعبي بدأ بالتنسيق منذ الأمس مع تنسيقية تظاهرات البصرة، والمحافظات الأخرى"، مبينا أنّ "المحافظات الجنوبية وبغداد ستخرج من جديد بتظاهرات واسعة، ستزلزل عروش الفساد في البلاد وأحزاب السلطة".
وأشار إلى أنّ "قادة الحراك الشعبي في كل المحافظات سيعقدون لقاءات خلال اليومين المقبلين للاتفاق على الخروج بالتظاهرات العامة".
ويحذّر سياسيون من خطورة غضب الشارع، ومن إجراءات الحكومة للسيطرة عليه، الأمر الذي يستدعي إجراءات وقرارات "تمتص الغضب ولا تقمعه".
وقال القيادي في تحالف الإصلاح، جابر العوادي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إجراءات الحكومة، حتى الآن، ليست بالمستوى المطلوب لامتصاص غضب الشارع"، مبينا أنّ "الحكومة اتخذت إجراءات أمنية للحفاظ على ممتلكات ودوائر الدولة، خاصة في البصرة، واحتياطات أمنية خلال التظاهرات".
وأكد العوادي أنّ "هذه الإجراءات لا تخلو من القمع، وقد اتخذتها الحكومة خشية تفاقم أزمة التظاهرات، وعودة مشهد الغضب وثورة الجنوب"، داعيا الحكومة إلى "اتخاذ حراك سياسي لاحتواء المتظاهرين، واتخاذ قرارات ومشاريع خدمية، بدلا من القمع".
يشار إلى أن شرارة التظاهر اندلعت بالبصرة خلال فترة حكومة العبادي، تحديدا في يوليو/ تموز الماضي، احتجاجا على سوء الخدمات، وتم خلالها اقتحام وحرق متظاهرين للقنصلية الإيرانية في البصرة، ومبان حكومية ومقار للأحزاب السياسية والمليشيات، وتعرض قادة التظاهر على إثر ذلك لحملة اعتقالات واغتيالات.