ولفت عضو المجلس المحلي في داريا، فادي محمد، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "أكثر من ثمانية آلاف عائلة باتت محاصرة ضمن مساحة لا تتعدى الكيلومتر مربع واحد، بعد الهجوم العنيف الذي شنته قوات النظام والمليشيات المساندة لها على المدينة من محاور عدّة، وقضمت خلاله أراضي ومزارع هامة، كان يعيش من إنتاجها حوالى 1500 عائلة داخل المدينة المحاصرة منذ أربعة أعوام".
وبيّن محمد أنّ "الوضع الإنساني والصحي داخل المدينة مزرٍ للغاية، نظراً لوجود جرحى بسبب القصف الكثيف، وسط انعدام الأدوية والأغذية وحليب الأطفال ومادة الدقيق".
كما ناشد "المنظمات الإنسانية والحقوقية والطبية، التدخل من أجل حماية آلاف المدنيين"، معرباً عن قلقه "من رغبة قوات النظام في الانتقام من المدنيين، بسبب المقاومة التي أبدوها، ورفضهم المصالحات التي كان يعرضها النظام على مدى عدّة سنوات".
وفي هذا السياق، أطلق ناشطون محليون نداءات استغاثة وحملات إعلامية لنصرة المدينة المحاصرة، بدون أن تلقى رداً أو تعزيزات من فصائل عسكرية أو جهات دولية.
إلى ذلك، ناشد نحو أربعين عالماً سورياً، فصائل الجبهة الجنوبية بمحافظتي درعا وريف دمشق، من أجل تحرك عسكري سريع، للحيلولة دون سقوط مدينة داريا بيد قوات النظام.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات النظام عجزت عن إحكام سيطرتها على داريا، على الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على المواجهات مع فصائل المعارضة المسلحة، التي تسيطر على المدينة المحاذية لمطار المزة العسكري التابع للنظام، والقريب من مساكن للضباط، وقطاعات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري.
وكانت قوات النظام قد اقتحمت داريا صيف 2012، وارتكبت فيها مجزرة ذهب ضحيتها نحو 800 مدني، بحسب ما وثقته جهات حقوقية معارضة، قبل أن تطردها قوات المعارضة، وتسيطر على المدينة.