دفعت الثورة السورية المئات من أهالي سورية إلى النزوح إلى الدول المجاورة، والتي كان لدولة لبنان نصيب الأسد منها في استقبال أعداد اللاجئين. وتعد سورية من أخطر المناطق في العالم بالنسبة للأطفال بحسب اليونسيف، التي أحصت مقتل لا يقل عن 10 آلاف طفل سوري منذ بداية الثورة السورية. ويذكر أن هناك 1.2 مليون طفل سوري نازح ، وثلاثة ملايين طفل نازح داخل الاراضي السورية، و323 طفلاً تحت سن الخامسة في المناطق المحاصرة.
في لبنان
يحاول اللاجئ السوري، عبدالله خالد، إدخال ابنه محمد (14 عامًا) إلى مدارس اللاجئين السوريين في لبنان بعد نزوحه إليها هو وعائلته خوفًا من أن تطالهم طائرات النظام السوري.
ويمضي خالد وابنه حاملين أوراقهم الثبوتية على أنهم سوريون يتنقلون من مدرسة إلى أخرى، أملاً في أن توافق لهم إحدى المدارس على التسجيل.
ويقول خالد إن السنة الماضية كانت فرص التعليم متاحة أكثر في المدارس اللبنانية، والمدارس التي خصصت دواما خاصا للاجئين السوريين، مؤكدا أن هذه السنة اختلفت كثيرًا وفرضت رسوماً وتكاليف جديدة وقوانين جديدة منعتهم من دخول المدراس.
ويؤكد خالد على أن إجراءات تصديق الأوراق المطلوبة للتسجيل في المدارس اللبنانية تكاد تكون مستحيلة في ظروف النزوح وازدياد أعداد الطلاب السوريين. ويضيف: " غالبا ما تقوم الأمم المتحدة برعاية اليونسيف بتكليف جمعيات معينة بإجراء دورات تعليمية للنازحين في المخيمات"، مؤكدًا أنه من النادر جدا وجود مدارس للمخيمات بنظام ومنهاج معين.
ويرجع تنفيذ هذه الدورات لصدق وشفافية الجمعيات، فهي إما أن تنفذ بإتقان أو تقوم بإجراءات شكلية للتظاهر بإجراء الدورات. وكشف خالد عن أن اليونسيف لا تتكفل بتكاليف المواصلات مما يمنع الأهالي من إرسال أطفالهم للدورات، وخاصة أيام البرد والمطر، مشيراً إلى أن الوضع متردٍّ جدا لدرجة حرمان كثير من الأطفال من حق التعليم أو إعطائهم دورات بسيطة أو مدراس دون شهادات معترف بها.
أحلام الصغار ... تتهاوى
وتبدو الطفلة السورية "رفيف" فرحة وهي تجلس على مقعد خشبي داخل خيمة بمخيم باب السلامة، مؤكدة أنها تفضل التعليم على اللهو واللعب مع الأطفال. وتقول وهي تتابع مع معلمتها " أنا بحب الدراسة، علشان أطلع دكتورة وأعالج أبناء بلدي اللي اتصاوبوا من الحرب والقصف"، فيما قال زميلها محمد إنه يريد أن يكمل تعليمه ويدرس الهندسة، من أجل أن يبني المنازل التي دمرت خلال الحرب، مضيفاً وهو يمشط شعره على قطعة من الزجاج المكسور "التعليم يأخذ أغلب وقتنا، لكني أنتظر من والدي أن يأتي لي بالدراجة التي وعدني بها منذ فترة طويلة".
لكن "علي" الذي ترك المدرسة، اضطر للعمل كبائع خضار في المخيم من أجل أن يطعم عائلته التي لا مصدر دخل لها بعد الهروب من القصف والتدمير.
"الإحسان" للنازحين
ويقول مدير مدرسة الإحسان للنازحين السوريين إن المدرسة تأسست السنة الماضية بالتعاون بين 3 جهات خيرية تهتم بتوصيل التعليم للطلاب النازحين، جمعية ملاك وجمعية المصالحة والإغاثة وفريق الإحسان.
ويشير إلى أن المدرسة اهتمت باللاجئين السوريين وقدمت لهم الدروس في المخيم ذاته لعدد معين من الطلاب وبانتظام دون تقصير أو أعطال، مؤكداً أن هذه السنة تم إنشاء غرف من خشب بجانب المخيم لتكون مدرسة تجمع حوالى 300 طالب من مخيم الإحسان والمخيمات المجاورة
وأوضح أنه يتم التخطيط حاليا لعمل فسحة ترفيه وتغطية الطريق المؤدي إلى المدرسة بالإسفلت.
وتقرر أن تكون الدراسة لمدة 8 أشهر بدوام يومي لمدة 6 ساعات إضافة إلى وجود دورات تدريبية وتعليمية بعد الدوام للطلاب والأساتذة. ومن الدورات التي تقدمها مدرسة الإحسان لغات إنكليزي وفرنسي - تمريض - تجويد وتحفيظ القرآن- ريادة أعمال - أعمال يدوية - محاضرات متنوعة.
وأكد أن المدرسة تقدم خدمة نقل الطلاب مجانا ووجبة طعام يومية وكتباً ودفاتر وقرطاسية.
وأشار إلى المدرسة تقوم بوضع مرشدة نفسية لمساعدة الطلاب ضعاف التحصيل، موضحًا أنه يتم الاهتمام بهم في جوانب معينة من خلال الدورات التعليمية، والتي تنمي مهاراتهم بغضّ النظر عن تقصيرهم الدراسي.
وبيّن أن المناهج التي يتم تدريسها هي مناهج "لبنانية" لكي تسمح للطالب بمتابعة الدراسة في المدارس اللبنانية، مشيرًا إلى أن بعض المدارس اتخذت المنهج اللبناني المعرب.
التسرب من التعليم
وأكد مدير مدرسة الإحسان، إضافة إلى ذلك، أن مشكلة التسرب من المدرسة تعد من أبرز المشاكل التي تواجه مدرسة الإحسان وكافة المدارس الأخرى بشكل عام، موضحا أن العدد المسجل في المدرسة هو 400 طالب، بينما العدد الفعلي 300 طالب. ولفت إلى أن الفصل الواحد في المدرسة يحتوي على 15-20 طالباً في كل صف ويشرف عليهم كادر من المعلمين السوريين واللبنانيين، بعضهم حاصل على شهادات جامعية.
وبيّن أنه غالبا ما يتم التسرب عند الطلاب الذين أعمارهم فوق الـ 12 سنة، حيث يرسل الأهل أبناءهم للعمل في المزارع وجمع المحاصيل وتأمين لقمة العيش. وتطرق إلى مشاكل التأمين والتدفئة الكافية والحماية من الطقس البارد والأمطار وتجاوز عقبات الأوحال على الطرقات.
مخيم الزعـتري
واشتكى رئيس اللجنة التربوية السورية في مخيم الزعتري من سوء العملية التعليمية في المخيم ومن قلة عدد المدارس وتوزيعها العشوائي، إضافة إلى العدد الكبير داخل الشعب الصفية، مما كان له الأثر السلبي وإضعاف الثقة بين المدرسة والأهالي، الأمر الذي جعلهم يعزفون عنها.
وقال إن نقاط اللهو واللعب للأطفال والمراكز الرياضية في المخيم أكثر بكثير من المدارس، مما أثر سلباً على الأطفال وتعليمهم، مطالباً بمراكز سورية تربوية من أجل إنقاذ الأطفال من الضياع والتجهيل الذي يمارس عليهم.
وتشير أم خالد إلى أن أبناءها لا يستطيعون الاستيعاب ولا التركيز في الدروس، بسبب الفوضى جراء الصفوف المكتظة، لافتة إلى أن البرودة تجمد أجساد الأطفال مما جعلهم يكرهون المدارس ويضطرون للهرب.
وتحدثت أم محمد عن حالات العدوى بالأمراض، دون الانتباه إلى حالة الأطفال الذين يعانون من أمراض بكل أنواعها من قبل المنظمات الطبية العاملة في المخيم.
وأشارت، وهي تعمل مدرسة في إحدى المدارس في المخيم، إلى أن هنالك 40 % من أطفال المخيم حتى سن السابعة بلا تعليم، منوهة إلى أن هنالك جهات تعليمية جادة بتعليم الأطفال ومساعدتهم والاهتمام بهم، وجهات لا تكترث لما يحصل للأطفال وعدم مراقبتهم ومتابعتهم لكي يأتوا إلى المدارس.
حلب.. باقة من التحديات
ويرى المدرس، موسى محمد، بالريف الشرقي لمدينة حلب أن عدم استقرار الكادر التدريسي وقلة رغبة الطلاب الجدية بالتعليم أدى إلى ضعف الاهتمام بالتعليم وتمويله.
ويقول : " أبرز المعيقات هي قلة التمويل والتغيير المستمر في الكادر التدريسي بسبب سفر البعض أو عودتهم إلى سورية، وعدم الاهتمام من قبل الأهالي". ويضيف: " كما أن تغير طبيعة المنهاج بالنسبة للأطفال واعتماده بشكل رئيسي على اللغة الإنكليزية وضعف الطلاب في هذه اللغة معيق آخر".
وقال إنهم يتواصلون مع الأهل لتحسين وضع الطلاب وزيادة عدد ساعات دراسته، إضافة إلى جلسات اختصاصية للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.
في لبنان
يحاول اللاجئ السوري، عبدالله خالد، إدخال ابنه محمد (14 عامًا) إلى مدارس اللاجئين السوريين في لبنان بعد نزوحه إليها هو وعائلته خوفًا من أن تطالهم طائرات النظام السوري.
ويمضي خالد وابنه حاملين أوراقهم الثبوتية على أنهم سوريون يتنقلون من مدرسة إلى أخرى، أملاً في أن توافق لهم إحدى المدارس على التسجيل.
ويقول خالد إن السنة الماضية كانت فرص التعليم متاحة أكثر في المدارس اللبنانية، والمدارس التي خصصت دواما خاصا للاجئين السوريين، مؤكدا أن هذه السنة اختلفت كثيرًا وفرضت رسوماً وتكاليف جديدة وقوانين جديدة منعتهم من دخول المدراس.
ويؤكد خالد على أن إجراءات تصديق الأوراق المطلوبة للتسجيل في المدارس اللبنانية تكاد تكون مستحيلة في ظروف النزوح وازدياد أعداد الطلاب السوريين. ويضيف: " غالبا ما تقوم الأمم المتحدة برعاية اليونسيف بتكليف جمعيات معينة بإجراء دورات تعليمية للنازحين في المخيمات"، مؤكدًا أنه من النادر جدا وجود مدارس للمخيمات بنظام ومنهاج معين.
ويرجع تنفيذ هذه الدورات لصدق وشفافية الجمعيات، فهي إما أن تنفذ بإتقان أو تقوم بإجراءات شكلية للتظاهر بإجراء الدورات. وكشف خالد عن أن اليونسيف لا تتكفل بتكاليف المواصلات مما يمنع الأهالي من إرسال أطفالهم للدورات، وخاصة أيام البرد والمطر، مشيراً إلى أن الوضع متردٍّ جدا لدرجة حرمان كثير من الأطفال من حق التعليم أو إعطائهم دورات بسيطة أو مدراس دون شهادات معترف بها.
أحلام الصغار ... تتهاوى
وتبدو الطفلة السورية "رفيف" فرحة وهي تجلس على مقعد خشبي داخل خيمة بمخيم باب السلامة، مؤكدة أنها تفضل التعليم على اللهو واللعب مع الأطفال. وتقول وهي تتابع مع معلمتها " أنا بحب الدراسة، علشان أطلع دكتورة وأعالج أبناء بلدي اللي اتصاوبوا من الحرب والقصف"، فيما قال زميلها محمد إنه يريد أن يكمل تعليمه ويدرس الهندسة، من أجل أن يبني المنازل التي دمرت خلال الحرب، مضيفاً وهو يمشط شعره على قطعة من الزجاج المكسور "التعليم يأخذ أغلب وقتنا، لكني أنتظر من والدي أن يأتي لي بالدراجة التي وعدني بها منذ فترة طويلة".
لكن "علي" الذي ترك المدرسة، اضطر للعمل كبائع خضار في المخيم من أجل أن يطعم عائلته التي لا مصدر دخل لها بعد الهروب من القصف والتدمير.
"الإحسان" للنازحين
ويقول مدير مدرسة الإحسان للنازحين السوريين إن المدرسة تأسست السنة الماضية بالتعاون بين 3 جهات خيرية تهتم بتوصيل التعليم للطلاب النازحين، جمعية ملاك وجمعية المصالحة والإغاثة وفريق الإحسان.
ويشير إلى أن المدرسة اهتمت باللاجئين السوريين وقدمت لهم الدروس في المخيم ذاته لعدد معين من الطلاب وبانتظام دون تقصير أو أعطال، مؤكداً أن هذه السنة تم إنشاء غرف من خشب بجانب المخيم لتكون مدرسة تجمع حوالى 300 طالب من مخيم الإحسان والمخيمات المجاورة
وأوضح أنه يتم التخطيط حاليا لعمل فسحة ترفيه وتغطية الطريق المؤدي إلى المدرسة بالإسفلت.
وتقرر أن تكون الدراسة لمدة 8 أشهر بدوام يومي لمدة 6 ساعات إضافة إلى وجود دورات تدريبية وتعليمية بعد الدوام للطلاب والأساتذة. ومن الدورات التي تقدمها مدرسة الإحسان لغات إنكليزي وفرنسي - تمريض - تجويد وتحفيظ القرآن- ريادة أعمال - أعمال يدوية - محاضرات متنوعة.
وأكد أن المدرسة تقدم خدمة نقل الطلاب مجانا ووجبة طعام يومية وكتباً ودفاتر وقرطاسية.
وأشار إلى المدرسة تقوم بوضع مرشدة نفسية لمساعدة الطلاب ضعاف التحصيل، موضحًا أنه يتم الاهتمام بهم في جوانب معينة من خلال الدورات التعليمية، والتي تنمي مهاراتهم بغضّ النظر عن تقصيرهم الدراسي.
وبيّن أن المناهج التي يتم تدريسها هي مناهج "لبنانية" لكي تسمح للطالب بمتابعة الدراسة في المدارس اللبنانية، مشيرًا إلى أن بعض المدارس اتخذت المنهج اللبناني المعرب.
التسرب من التعليم
وأكد مدير مدرسة الإحسان، إضافة إلى ذلك، أن مشكلة التسرب من المدرسة تعد من أبرز المشاكل التي تواجه مدرسة الإحسان وكافة المدارس الأخرى بشكل عام، موضحا أن العدد المسجل في المدرسة هو 400 طالب، بينما العدد الفعلي 300 طالب. ولفت إلى أن الفصل الواحد في المدرسة يحتوي على 15-20 طالباً في كل صف ويشرف عليهم كادر من المعلمين السوريين واللبنانيين، بعضهم حاصل على شهادات جامعية.
وبيّن أنه غالبا ما يتم التسرب عند الطلاب الذين أعمارهم فوق الـ 12 سنة، حيث يرسل الأهل أبناءهم للعمل في المزارع وجمع المحاصيل وتأمين لقمة العيش. وتطرق إلى مشاكل التأمين والتدفئة الكافية والحماية من الطقس البارد والأمطار وتجاوز عقبات الأوحال على الطرقات.
مخيم الزعـتري
واشتكى رئيس اللجنة التربوية السورية في مخيم الزعتري من سوء العملية التعليمية في المخيم ومن قلة عدد المدارس وتوزيعها العشوائي، إضافة إلى العدد الكبير داخل الشعب الصفية، مما كان له الأثر السلبي وإضعاف الثقة بين المدرسة والأهالي، الأمر الذي جعلهم يعزفون عنها.
وقال إن نقاط اللهو واللعب للأطفال والمراكز الرياضية في المخيم أكثر بكثير من المدارس، مما أثر سلباً على الأطفال وتعليمهم، مطالباً بمراكز سورية تربوية من أجل إنقاذ الأطفال من الضياع والتجهيل الذي يمارس عليهم.
وتشير أم خالد إلى أن أبناءها لا يستطيعون الاستيعاب ولا التركيز في الدروس، بسبب الفوضى جراء الصفوف المكتظة، لافتة إلى أن البرودة تجمد أجساد الأطفال مما جعلهم يكرهون المدارس ويضطرون للهرب.
وتحدثت أم محمد عن حالات العدوى بالأمراض، دون الانتباه إلى حالة الأطفال الذين يعانون من أمراض بكل أنواعها من قبل المنظمات الطبية العاملة في المخيم.
وأشارت، وهي تعمل مدرسة في إحدى المدارس في المخيم، إلى أن هنالك 40 % من أطفال المخيم حتى سن السابعة بلا تعليم، منوهة إلى أن هنالك جهات تعليمية جادة بتعليم الأطفال ومساعدتهم والاهتمام بهم، وجهات لا تكترث لما يحصل للأطفال وعدم مراقبتهم ومتابعتهم لكي يأتوا إلى المدارس.
حلب.. باقة من التحديات
ويرى المدرس، موسى محمد، بالريف الشرقي لمدينة حلب أن عدم استقرار الكادر التدريسي وقلة رغبة الطلاب الجدية بالتعليم أدى إلى ضعف الاهتمام بالتعليم وتمويله.
ويقول : " أبرز المعيقات هي قلة التمويل والتغيير المستمر في الكادر التدريسي بسبب سفر البعض أو عودتهم إلى سورية، وعدم الاهتمام من قبل الأهالي". ويضيف: " كما أن تغير طبيعة المنهاج بالنسبة للأطفال واعتماده بشكل رئيسي على اللغة الإنكليزية وضعف الطلاب في هذه اللغة معيق آخر".
وقال إنهم يتواصلون مع الأهل لتحسين وضع الطلاب وزيادة عدد ساعات دراسته، إضافة إلى جلسات اختصاصية للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.