صباح أمس، الأحد، تقاطرت إلى ساحة باب لحد في العاصمة المغربية الرباط، على بعد مئات الأمتار من مقر البرلمان، وفود كبيرة من المدرّسين المطالبين بإسقاط قانونين مجحفين بحقهم، كما انضم إليهم آلاف المتضامنين
فيما كان المدرّسون المتدربون ينتظرون أن تكون مسيرتهم الاحتجاجية وسط العاصمة المغربية الرباط، أمس الأحد، حاشدة تبلغ عتبة "المسيرة المليونية"، كما وصفوها من قبل، حضر إلى ساحة باب لحد التاريخي مكان انطلاقها، آلاف المشاركين فقط من مختلف المدن. بينما تحدثت مصادر أمنية عن مئات لا غير.
جاءت المسيرة، التي استغرقت زهاء ساعتين، ومرت في أجواء سلمية وسط إجراءات أمنية مشددة، لتعلن عن تمسك المدرسين بإسقاط مرسومين حكوميين، أحدهما يفصل بين التدريب والتوظيف، والثاني يخفّض المنحة الدراسية إلى النصف. كذلك، نددوا بأوضاع المدرسين، والمكانة السيئة التي تتخبط فيها المدرسة الرسمية في البلاد.
تأخرت انطلاقة المسيرة عن موعدها الذي كان مقرراً في العاشرة صباحاً بسبب صعوبات وتحديات تنظيمية، دفعت إلى انتظار العديد من المحتجين من مناطق مختلفة في المملكة. وكشفت مصادر من تنسيقية المدرسين المتدربين لـ"العربي الجديد" أنّ الأمن منع مئات الأساتذة من مراكز التدريب في مدن نائية وقريبة، من السفر إلى الرباط. وأشارت إلى أنّ السلطات الأمنية منعت خصوصاً المدرّسين الآتين من مدن فاس، ووجدة، ومراكش، والصويرة، وغيرها من السفر عبر القطار أو الحافلة إلى العاصمة.
من جهتهم، قال مدرّسون تحدثوا لـ"العربي الجديد" إنّ رجال الأمن في عدد من المدن، التي تضم مراكز التدريب، عمدوا ليل السبت - الأحد إلى توقيف المدرسين المتدربين قبل أن يستقلوا الحافلات أو القطارات، للتوجه نحو الرباط، من أجل تأخيرهم عن الحضور، والمشاركة في المسيرة الاحتجاجية.
شارك في المسيرة الآلاف من المدرسين المتدربين الغاضبين من مرسومي وزارة التربية الوطنية. ويبلغ عدد المتدربين 10 آلاف قررت الحكومة أنّ 7 آلاف منهم سيدخلون في الوظيفة العامة، فيما سينتظر 3 آلاف فرصاً أخرى.
بدوره، قدّر عضو لجنة الإعلام الوطنية لتنسيقية المدرسين المتدربين، سفيان أعزوزن، الأعداد التي شاركت في المسيرة، بأكثر من 40 ألف مشارك. لكنّ مصادر أمنية راقبت المسيرة عن كثب ذكرت أنّ "العدد وصل إلى بضع مئات فقط".
شارك في المسيرة أيضاً ناشطون حقوقيون من عدد من المنظمات المعروفة، خصوصاً من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومسؤولون من أحزاب سياسية خصوصاً المعارضة. كما شاركت أطياف إسلامية، تمثلت في جماعة العدل والإحسان. وأعلنت "الجماعة"، التي تعتبر أقوى التنظيمات الإسلامية في المغرب، مشاركتها في المسيرة، ودعت إلى "احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي"، مطالبة بالعدول عما أسمته "سياسة الآذان الصماء والعصا الغليظة"، وضرورة تقديم مصلحة المواطن والتلميذ على "الحسابات السياسوية والمناورات المكشوفة".
وبحضور أمني كثيف ومحايد، لم يحدث ما يفسد سلمية المسيرة. رفع المدرسون المحتجون، الذين كانوا يحملون شارات حمراء، شعارات تطالب بإسقاط مرسوم فصل التوظيف عن التكوين، ومرسوم تقليص المنحة إلى النصف. بينما رفع بعضهم لافتات كتب عليها: "أستاذ للبيع".
كما ظهرت شعارات سياسية تطالب برحيل رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، وأخرى تدعو إلى رحيل وزير التعليم، رشيد بلمختار. بينما رفع البعض شعارات ذات طابع اجتماعي، من قبيل "كرامة، وحرية، وعدالة اجتماعية".
من جهته، أكد مصدر حكومي، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنّ مرور مسيرة الأحد في أجواء سلمية، يدل على رغبة الحكومة في طيّ هذا الملف عبر بوابة الحوار مع المدرسين المتدربين. كما أفاد مصدر من تنسيقية المدرسين أنّ المسيرة بعثت رسائل بالجملة، منها أنّ "المدرسين بعيدون عن الاستفزاز، وأنّ لهم مطالب محددة، ولا يخضعون لتوجيه أية جهة".
وبحسب أساتذة متدربين، فإن المسيرة لم تأت لتحدي الحكومة، التي سبق أن أعلنت رفضها الترخيص لتنظيم المسيرة، وأنها ستعمل على منعها، بقدر ما تهدف إلى "إسقاط المرسومين اللذين يهدفان إلى خصخصة التعليم الرسمي، وتخريب المدرسة الرسمية، واغتصاب حق الشعب المغربي في تعليم رسمي مجاني".
وتعليقاً على أجواء المسيرة وخلفياتها وما بعدها، قال منسق مبادرة المجتمع المدني لحل مشكلة المدرسين المتدربين عبد الرحيم العلام لـ"العربي الجديد"، إنّ المسيرة اتخذت شكلاً احتجاجياً إيجابياً، وهو ما يساعد في تجاوز نقاط الخلاف.
يذكر أنّ اجتماعاً جرى مساء السبت الماضي بين مسؤول رفيع في وزارة الداخلية وممثلين عن المدرسين المتدربين، أعلنت الحكومة على إثره استعدادها لتوظيف عناصر الفوج الحالي من المتدربين على دفعتين بعد مباراتين، الأولى في شهر أغسطس/ آب المقبل، والثانية بعدها بأقل من 4 أشهر.
اقرأ أيضاً: المدارس المغربيّة من دون مقاعد ولا مدرّسين
فيما كان المدرّسون المتدربون ينتظرون أن تكون مسيرتهم الاحتجاجية وسط العاصمة المغربية الرباط، أمس الأحد، حاشدة تبلغ عتبة "المسيرة المليونية"، كما وصفوها من قبل، حضر إلى ساحة باب لحد التاريخي مكان انطلاقها، آلاف المشاركين فقط من مختلف المدن. بينما تحدثت مصادر أمنية عن مئات لا غير.
جاءت المسيرة، التي استغرقت زهاء ساعتين، ومرت في أجواء سلمية وسط إجراءات أمنية مشددة، لتعلن عن تمسك المدرسين بإسقاط مرسومين حكوميين، أحدهما يفصل بين التدريب والتوظيف، والثاني يخفّض المنحة الدراسية إلى النصف. كذلك، نددوا بأوضاع المدرسين، والمكانة السيئة التي تتخبط فيها المدرسة الرسمية في البلاد.
تأخرت انطلاقة المسيرة عن موعدها الذي كان مقرراً في العاشرة صباحاً بسبب صعوبات وتحديات تنظيمية، دفعت إلى انتظار العديد من المحتجين من مناطق مختلفة في المملكة. وكشفت مصادر من تنسيقية المدرسين المتدربين لـ"العربي الجديد" أنّ الأمن منع مئات الأساتذة من مراكز التدريب في مدن نائية وقريبة، من السفر إلى الرباط. وأشارت إلى أنّ السلطات الأمنية منعت خصوصاً المدرّسين الآتين من مدن فاس، ووجدة، ومراكش، والصويرة، وغيرها من السفر عبر القطار أو الحافلة إلى العاصمة.
من جهتهم، قال مدرّسون تحدثوا لـ"العربي الجديد" إنّ رجال الأمن في عدد من المدن، التي تضم مراكز التدريب، عمدوا ليل السبت - الأحد إلى توقيف المدرسين المتدربين قبل أن يستقلوا الحافلات أو القطارات، للتوجه نحو الرباط، من أجل تأخيرهم عن الحضور، والمشاركة في المسيرة الاحتجاجية.
شارك في المسيرة الآلاف من المدرسين المتدربين الغاضبين من مرسومي وزارة التربية الوطنية. ويبلغ عدد المتدربين 10 آلاف قررت الحكومة أنّ 7 آلاف منهم سيدخلون في الوظيفة العامة، فيما سينتظر 3 آلاف فرصاً أخرى.
بدوره، قدّر عضو لجنة الإعلام الوطنية لتنسيقية المدرسين المتدربين، سفيان أعزوزن، الأعداد التي شاركت في المسيرة، بأكثر من 40 ألف مشارك. لكنّ مصادر أمنية راقبت المسيرة عن كثب ذكرت أنّ "العدد وصل إلى بضع مئات فقط".
شارك في المسيرة أيضاً ناشطون حقوقيون من عدد من المنظمات المعروفة، خصوصاً من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ومسؤولون من أحزاب سياسية خصوصاً المعارضة. كما شاركت أطياف إسلامية، تمثلت في جماعة العدل والإحسان. وأعلنت "الجماعة"، التي تعتبر أقوى التنظيمات الإسلامية في المغرب، مشاركتها في المسيرة، ودعت إلى "احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي"، مطالبة بالعدول عما أسمته "سياسة الآذان الصماء والعصا الغليظة"، وضرورة تقديم مصلحة المواطن والتلميذ على "الحسابات السياسوية والمناورات المكشوفة".
وبحضور أمني كثيف ومحايد، لم يحدث ما يفسد سلمية المسيرة. رفع المدرسون المحتجون، الذين كانوا يحملون شارات حمراء، شعارات تطالب بإسقاط مرسوم فصل التوظيف عن التكوين، ومرسوم تقليص المنحة إلى النصف. بينما رفع بعضهم لافتات كتب عليها: "أستاذ للبيع".
كما ظهرت شعارات سياسية تطالب برحيل رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، وأخرى تدعو إلى رحيل وزير التعليم، رشيد بلمختار. بينما رفع البعض شعارات ذات طابع اجتماعي، من قبيل "كرامة، وحرية، وعدالة اجتماعية".
من جهته، أكد مصدر حكومي، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنّ مرور مسيرة الأحد في أجواء سلمية، يدل على رغبة الحكومة في طيّ هذا الملف عبر بوابة الحوار مع المدرسين المتدربين. كما أفاد مصدر من تنسيقية المدرسين أنّ المسيرة بعثت رسائل بالجملة، منها أنّ "المدرسين بعيدون عن الاستفزاز، وأنّ لهم مطالب محددة، ولا يخضعون لتوجيه أية جهة".
وبحسب أساتذة متدربين، فإن المسيرة لم تأت لتحدي الحكومة، التي سبق أن أعلنت رفضها الترخيص لتنظيم المسيرة، وأنها ستعمل على منعها، بقدر ما تهدف إلى "إسقاط المرسومين اللذين يهدفان إلى خصخصة التعليم الرسمي، وتخريب المدرسة الرسمية، واغتصاب حق الشعب المغربي في تعليم رسمي مجاني".
وتعليقاً على أجواء المسيرة وخلفياتها وما بعدها، قال منسق مبادرة المجتمع المدني لحل مشكلة المدرسين المتدربين عبد الرحيم العلام لـ"العربي الجديد"، إنّ المسيرة اتخذت شكلاً احتجاجياً إيجابياً، وهو ما يساعد في تجاوز نقاط الخلاف.
يذكر أنّ اجتماعاً جرى مساء السبت الماضي بين مسؤول رفيع في وزارة الداخلية وممثلين عن المدرسين المتدربين، أعلنت الحكومة على إثره استعدادها لتوظيف عناصر الفوج الحالي من المتدربين على دفعتين بعد مباراتين، الأولى في شهر أغسطس/ آب المقبل، والثانية بعدها بأقل من 4 أشهر.
اقرأ أيضاً: المدارس المغربيّة من دون مقاعد ولا مدرّسين