تخيل التغيير الكبير عندما تكون مديراً تنفيذياً في شركة مرموقة، ثم تبدأ حياة جديدة، غير مدفوعة الأجر، مع الفيلة في زمبابوي.
هذا بالضبط ما فعلته الكاتبة والمصورة شارون بينكوت عام 2001، حيث بقيت في أدغال "هوانغ" لمدة 13 سنة، وهي بالأصل من "كوينزلاند" بأستراليا، تركت حياتها لتكافح من أجل الفيلة.
وقد يتبادر إلى الذهن، بأن هذه السيدة مجردة من مشاعر الخوف، أو أنها هدرت كل تلك السنوات في زمبابوي، بطريقة مجنونة، خلال أسوأ فترات العنف التي عاشها البلد.
تقول الكاتبة أن المخاطرة ليست من طبيعتها، ولم تذهب للتسلية واللعب في أفريقيا، وبيّنت أن وفاة صديق مقرب عن عمر 38 سنة، جعلها تفكر بأن الحياة قصيرة جداً، وعندما سنحت لها الفرصة لتقوم بمساعدة الفيلة لم تتأخر، بحسب ما نقلته "ديلي ميل".
عندما وصلت إلى الأدغال كانت غير مدربة أبداً، وأمضت أيامها الأولى وهي تؤسس للصداقة والتعرف إلى الفيلة وعائلاتها المتنوعة، والاعتياد على حياتها الجديدة.
بدايةً، شعرت بأنها محاطة بكائنات رمادية ضخمة، لكن عندما تعرفت إليها عن قرب أصبحت الفيلة بمثابة أصدقاء لها.
كانت تستيقظ باكراً كل صباح، تقوم بالتنظيف والاستحمام قبل أن تذهب بسيارة دفع رباعي للبحث عن الفيلة، والتقاط الصور لها، لدرجة أنها باتت تميز العائلات المختلفة، وتعرف كل واحدة منها من مسافة بعيدة.
واستغرق الأمر وقتاً إلى أن ألفتها الفيلة، لكنهم فيما بعد أصبحوا يعاملونها كأحد أفراد الأسرة، فإحدى الأمّهات جلبت صغيرها الذي ولد قبل ثلاثة أيام إلى بابها، في موقف اعتبرته شارون مذهلاً.
ووفقاً لها يوجد في العالم حوالي 400 ألف فيل، ويتم قتل فيل كل 15 دقيقة، وعلى ذلك فإن حوالي 30 ألف فيل يفارقون الحياة كل سنة، وتؤيد الامتناع عن شراء العاج، أو أي شيء يخص الفيلة من الشعر أو الذيل أو الناب، فإذا لم يكن هناك طلب فلا حاجة لقتلها، بحسب تعبيرها.
(العربي الجديد)