مدير عمليات الصليب الأحمر الدولي: عملنا أُخضع لمعايير طائفية

أجراه: عبد الرحمن عرابي

avata
أجراه: عبد الرحمن عرابي
06 ديسمبر 2016
DC950549-918A-423F-91A9-3ABB49AF9CEB
+ الخط -
يكشف مدير عمليات الشرق الأدنى والأوسط في "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، روبرت مارديني، في حوار مع "العربي الجديد"، أن أطراف النزاع في سورية تُقيد العمل الإنساني، من خلال وضع شروط سياسية وطائفية لتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين. وأشار مارديني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "نجاح بعثات الصليب الأحمر في خرق خطوط القتال في سورية أكثر من 50 مرة خلال العالم الحالي لإيصال مساعدات إنسانية للمدنيين".


بالنظر إلى نتائج استطلاع رأي "الناس حول الحرب"، هل يمكن القول إن العالم أصبح أقل إنسانية؟

من الصعب القول إن العالم أصبح أقل إنسانية، خصوصاً مع وجود عوامل تفاؤل عديدة حملتها نتائج الاستطلاع. وأهمها استمرار إيمان أكثرية من شملهم الاستطلاع بوجوب وضع حدود للعنف في الحروب وحماية المدنيين ورفض استهداف كوادر الصحة والمستشفيات. كما جددت النتائج إيمان المواطنين حول العالم بأهمية القانون الدولي الإنساني، ودوره في الحد من دموية الحروب.

أظهرت النتائج أرقاماً مُقلقة على صعيد قبول الرأي العام للتعذيب. ما هو تعليقكم؟

بالفعل، فقرة التعذيب أثارت حالة من القلق والمفاجأة لدينا، لأنه ورغم رفض أكثر من نصف من شملتهم الدراسة للتعذيب، وجدنا قبولاً واسعاً للتعذيب بهدف الحصول على معلومات عسكرية، وهو أمر خاطئ، لأن مبدأ التعذيب مرفوض، ويتسبب باستمرار دورة الوحشية والانتقام ويُصعّب من المصالحة الوطنية في مرحلة ما بعد النزاع. كما أثبتت دراسات موضوعية عديدة أن انتهاج التعذيب لا ينعكس إيجاباً على الصعيد العسكري.

كيف تتعاملون مع المناطق الأكثر حساسية على الصعيد الإنساني في مناطق عملكم، لا سيما في حلب والغوطة وتعز والموصل؟

المنطلق الأول لعملنا الإنساني هو بناء حوار مع مُختلف أطراف النزاع لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. ورغم الأهوال التي أظهرتها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خلال العام الحالي، فقد تمكنّا من خرق خطوط القتال أكثر من 50 مرة وإيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين، نتيجة للحوار القائم مع أطراف النزاع. هناك صعوبات قائمة طبعاً بسبب تعدد أطراف النزاع وتنوع توصيفاتها التي لا نتبناها. لكننا حريصون على قبولنا من مختلف أطراف النزاع لضمان سلامة طواقمنا وإيصال المساعدات.

كيف تقيمون اتفاق البلدات السورية الأربع (الفوعة وكفريا مقابل الزبداني ومضايا) بصفتكم جهة شاركت في ضمان الاتفاق من الناحية الإنسانية؟

نحن نتعامل مع أمر واقع، وهو وجود مدنيين محاصرين في البلدات الأربع لديهم احتياجات إنسانية عديدة. والاتفاق المُبرم هو ذو طابع سياسي، لكنه نجح في تأمين جزء من المساعدات المطلوبة. وأحد أبرز السلبيات في هذا الاتفاق هو تقييد العمل الإنساني بقيود سياسية وطائفية مرتبطة بطبيعة النزاع القائم، وليس بالحاجات الإنسانية للمدنيين المُحاصرين.

هل برأيكم سيؤدي تصاعد اليمين في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تراجع الدعم المادي والمعنوي للعمل الإنساني؟

لا يزال إجراء تقييم كهذا مبكراً، لكنني أستطيع القول إن العامل الأساسي والحاسم في استمرار تقديم عملنا الإنساني هو اعتماد الحيادية وعدم التحيّز. وهي قيم ساعدتنا على تأمين ميزانيتنا طوال 150 عاماً (تاريخ عمل الصليب الأحمر الدولي). وأود الإشارة إلى أن ميزانيتنا لا تزال مدعومة ومستقرة حتى يومنا هذا.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
المساهمون