ولفت رافيد، في مقال له على موقع "أكسيوس" إلى أنه بعد الانتهاء من إعدادها، وهو ما قد يحصل بعد ثلاثة أسابيع، ستجد الإدارة الأميركية نفسها مضطرة لاتخاذ قرار بشأن المبادرة وكيفية إطلاقها.
واعتبر رافيد أن القرار، في المحصلة، سيبقى بين يدي ترامب، وأضاف أن مسؤولين داخل البيت الأبيض أخبروه أن الإدارة ستنتظر "حتى يحين التوقيت والظرف المناسبين".
وأوضح رافيد أن تهيؤ الظرف والتوقيت المناسبين غير واضح حتى اللحظة، لعدة أسباب:
أولاً، السلطة الفلسطينية تقاطع البيت الأبيض بسبب خطوة ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ولا ترغب في قبول أي محادثات سلام ترعاها واشنطن، يوضح رافيد، فيما تواصل طرق أبواب الأمم المتحدة للتنديد بالممارسات الأميركية والإسرائيلية.
ثانياً، اعتبر رافيد أن المعضلة الأميركية ترتبط أيضا بالاحتلال الإسرائيلي، فرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يخضع للتحقيقات الأمنية، ومهتم بمواجهة الخطر الإيراني أكثر من اهتمامه بعملية السلام. كما أن التحالف اليميني الذي أقامه نتنياهو لا يهتم أساسا بأي محادثات للسلام، وغير مستعد لتقديم أي تنازلات.
وبحسب رافيد فإن الوضع الملتهب في قطاع غزة والمخاوف من تصعيد جديد يعمّق فعلياً معضلة البيت الأبيض. موضحا في هذا الصدد، أن مستشاري ترامب يحاولون الوصول إلى طريق لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة، أو أن يكون ذلك كجزء من إطلاق عملية السلام، لكن حتى الآن لم يتمكنوا من العثور على تلك الطريق.
كما اعتبر رافيد أن ما يزيد الطين بلة أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، دخل المستشفى هذا الأسبوع للمرة الثالثة في غضون سبعة أيام، ما يعد مؤشرا على أن عباس يقترب من نهاية مشواره السياسي، وقد تعوزه الرغبة أو الشرعية لاتخاذ قرار تاريخي بشأن عملية السلام.
من جانب آخر، أشار رافيد إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض يؤكدون أنه رغم كل الصعوبات، فإن ترامب ما زال ملتزما بالوصول إلى "صفقة سلام". وأضاف أن مستشاري ترامب يرون أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستعجبهم بعض الأجزاء من اتفاق السلام الأميركي، لكنهم سيكرهون أجزاء أخرى.