اجتمع المرشحان المحتملان لانتخابات الرئاسة المصرية، حمدين صباحي، وخالد علي، مساء أمس الخميس، في مقر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في محاولة للتنسيق بين مواقفيهما بشأن الانتخابات المقبلة، وسبل ضمانات نزاهتها.
وقال رئيس حزب التحالف الشعبي عبد الغفار شكر، إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع المغلق على ضرورة مطالبة السلطة بالإسراع في الإفراج عن شباب الثورة القابعين فى السجون المصرية، ويتعرضون لانتهاكات ممنهجة داخل السجون، على خلفية مشاركتهم في التظاهرات المعارضة للنظام الحالي.
وأضاف رئيس حزب التحالف، فى كلمة ألقاها عقب اللقاء الذى نظمه الحزب في مقره بحي المهندسين (محافظة الجيزة)، أن المرشحين المحتملين للرئاسة ربطا مشاركتهما بضرورة وجود ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية، وإجراء انتخابات رئاسية متنوعة وتنافسية.
ولفت إلى أنه تم الاتفاق على لجنة العمل المشترك بين حملتيهما الانتخابيتين، فيما لم يستبعد وجود أي تطورات بشأن المنافسة والتنسيق بينهما فى المرحلة المقبلة.
وضمّت اللجنة كلًا من: حسام مؤنس، وعمرو بدر عن حملة حمدين صباحي، وعادل وسيلى، ومالك عدلي عن حملة خالد علي.
وتابع شكر: إن الاجتماع تناول الحديث عن الظروف المحيطة بالانتخابات الرئاسية، والاتفاق على تحديد آلية منتظمة للحوار بينهما لتدارك أي خلافات ولتكريس التعاون بين الحملتين.
إبعاد الجيش
وكان حزب التحالف الشعبي قد دعا إلى لقاء تحت عنوان "قضايا مستقبل مصر"، ووعد خلاله صباحي، بحسب شكر، بالتزامه بتطبيق العدالة الاجتماعية، والاهتمام بالشباب – حال فوزه ــ وأن ترشحه جاء من أجل بناء دولة مدنية ديموقراطية، ولإبعاد الجيش عن الحياة السياسية "حتى لا يكون طرفاً في الصراع السياسي".
يأتي اللقاء في الوقت الذي يستعد فيه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي – صاحب بيان عزل الرئيس محمد مرسي ــ للنزول إلى المعترك الرئاسي، وسط دعم إعلامي، ومادي قوي، من رجال الأعمال المحسوبين على نظام "مبارك" الأسبق الذي أسقطه الشباب في ثورة 25 يناير 2011.
التنسيق الانتخابي
وقال منسق عام حملة خالد علي، عادل الوسيلي، في تصريحات هاتفية لـ"العربي الجديد" إن اللقاء استمر قرابة الساعة ونصف الساعة، وناقش التنسيق الانتخابي بين كلّ من الحملتين الانتخابيتين، والمشهد السياسي الراهن، مشيراً إلى أن لدى الحملتين تحفظات واضحة تجاه بعض المواد التي سربت من قانون الانتخابات الرئاسية، وبحثا طرق مواجهتها لضمان نزاهة الانتخابات.
وأكد الوسيلي أن "علي" اتخذ قراراً نهائياً بشأن ترشحه للرئاسة، وسيعلنه خلال أيام قليلة، ولن يلتفت إلى مساعي "صباحى" لإثنائه عن الترشح لصالحه.
الأمر الواقع
وكان صباحى فاجأ الجميع، ولجأ لسياسة الأمر الواقع، بعدما أعلن خوضه الانتخابات الرئاسية دون مشاورة التيارات السياسية أو من لديهم رغبة فى خوض الانتخابات من جانب القوى الثورية.
جدير بالذكر أن كلا المرشحَين خاضا انتخابات الرئاسة في 2012، والتي فاز بها محمد مرسي، وانقلب عليه الجيش بعدها بعام عقب تظاهرات شعبية، وحصد صباحي خلال تلك الانتخابات المركز الثالث بأكثر من 5 ملايين صوت، في حين حل علي سابعاً بنحو مئتي ألف صوت انتخابي.