بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع الموريتاني في المناطق البدويّة النائية بخاصة، تلجأ وزارة الصحة الموريتانيّة إلى منابر المساجد، للتوعية بصحة الأم والطفل. وتأمل الوزارة أن تساعد هذه الحملة على رفع الوعي بصحة الأم والطفل وخفض نسبة الوفيات في هاتَين الفئتَين بالإضافة إلى المواضيع المتعلقة بالصحّة الإنجابيّة.
والحملة، التي أطلقتها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلاميّة والتعليم الأصلي، هي الأولى من نوعها في ولاية لعصابه وسط موريتانيا، ويشارك فيها واحد وخمسون إماماً سيحظون بتدريب قبل مشاركتهم في الحملة.
وتقول مديرة التخطيط والإحصاء والتعاون في وزارة الشؤون الإسلاميّة والتعليم الأصلي، خديجة بنت محمد المامي، إنه من الضروري "إشراك أئمة المساجد في كل ما يخدم التنمية، انطلاقاً من منزلتهم الدينيّة". وتؤكّد على أن إشراك الأئمة في التنمية "يجسّد الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة لقطاع الشؤون الإسلاميّة، وعياً منها بأهميّة نشر العلم عن طريق المساجد والمدارس الدينيّة".
الختان والولادات المتقاربة
وتشبّث الأسر الموريتانيّة بالعادات والتقاليد، هو ما دفع وزارة الصحة إلى اللجوء إلى منابر المساجد وتنظيم "جمعة موحّدة" للتنبيه من خطورة الممارسات التي تحصل في إطار العادات المتوارثة كختان الإناث والتداوي بالأعشاب وعمليات الوضع في المنازل ورفض الكشف الطبيّ.
وحذّر خبراء الصحة الحكومة من ارتفاع معدلات وفيات الأمهات في البلاد، مشيرين إلى أنه وعلى الرغم من توسيع التغطية الصحيّة وزيادة المراكز المخصّصة للوضع، إلا أن المراكز الصحيّة لا تؤدّي عملها بسبب غياب الوعي بين الأمهات في البوادي. وهو ما ينعكس سلباً على صحة الأطفال والأمهات.
وبينما تؤكد إحصاءات رسميّة أن عدد وفيات الأمهات في موريتانيا يبلغ 626 وفاة لكلّ مائة ألف عمليّة وضع، تشير جمعيات خيريّة إلى أن الرقم أكبر بكثير ويتجاوز 730 وفاة لكل مائة ألف عملية وضع. وتشدّد على أن الحدّ من هذه الظاهرة يتطلب من بين أمور أخرى التوعية عبر القيّمين الدينيّين الذين لهم تأثير كبير في الأوساط القرويّة.
واستنفر هذا الوضع وزارتَي الصحة والشؤون الاجتماعيّة والطفولة والأسرة، اللتَين أنشأتا خليّة قطاعيّة لتسريع بلوغ أهداف الألفيّة للتنمية المتعلقة بالصحة ووضع نظام مراقبة فعّال قادر على توفير المعلومات حول وفيات الأمهات من أجل تحسين متابعة الظاهرة بما يكفل الحدّ منها.
وكانت موريتانيا قد نظّمت قبل شهرَين مؤتمراً إقليمياً لطب النساء والتوليد تحت شعار "لنحدّ جميعاً من موت الأمهات"، بهدف تبادل الخبرات والتجارب والاطلاع على المستجدات العلميّة في هذا المجال للحدّ من وفيات الأمهات التي ترتفع معدلاتها في موريتانيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء.
ويعتبر خبراء في الصحة أن ارتفاع وفيات الأمهات والأطفال في موريتانيا مردّه ضعف الخدمات الصحيّة المقدّمة للأمهات، وخصوصاً في أثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة أيضاً. وقد أعربت منظمات دوليّة عديدة مهتمة، عن قلقها الشديد من تدهور الوضع الصحي وخصوصاً الصحة الإنجابيّة في موريتانيا، داعية إلى زيادة عدد الاختصاصيّين الموريتانيّين والأطباء والقابلات.
وفيات الأمهات
ويوضح المتخصّص في أمراض النساء والتوليد في مستشفى نواكشوط، أحمدو ولد عبدالله، أن "موريتانيا تتصدّر قائمة الدول التي ترتفع فيها نسبة وفيات الأمهات لأسباب متعدّدة، منها الزواج المبكر والإنجاب في سن مبكرة جداً والعادات المتوارثة وضعف المراقبة الطبيّة للحامل وعدم الخضوع لنظام غذائي متوازن بعد الولادة وتقارب الولادات من بعضها البعض، بالإضافة إلى تأثير عمليات الإجهاض التي تصاب خلالها المرأة بنزيف حاد ووهن شديد لا سيّما إذا تكرّرت تلك العمليات".
ويشير ولد عبدالله إلى أن ارتفاع الوفيات في صفوف الأمهات اللاتي يتوفين أثناء الوضع، دفع الباحثين والأطباء إلى تنبيه وزارة الصحة والجمعيات المهتمة بالمرأة والمنظمات الصحيّة من خطورة هذا الأمر، معتبراً أن عدد وفيات الأطفال والأمهات في موريتانيا يوازي عدد الوفيات في مناطق الحروب. ويشدّد على أن الحدّ من هذه الوفيات لن يتحقّق إلا من خلال التوعية وتشجيع النساء على إطالة الفترة الزمنيّة بين حمل وآخر، وإنشاء مراكز صحيّة خاصة بصحة الأم والطفل، وتدريب الاختصاصيّين في مجال أمراض النساء.
والحملة، التي أطلقتها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلاميّة والتعليم الأصلي، هي الأولى من نوعها في ولاية لعصابه وسط موريتانيا، ويشارك فيها واحد وخمسون إماماً سيحظون بتدريب قبل مشاركتهم في الحملة.
وتقول مديرة التخطيط والإحصاء والتعاون في وزارة الشؤون الإسلاميّة والتعليم الأصلي، خديجة بنت محمد المامي، إنه من الضروري "إشراك أئمة المساجد في كل ما يخدم التنمية، انطلاقاً من منزلتهم الدينيّة". وتؤكّد على أن إشراك الأئمة في التنمية "يجسّد الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة لقطاع الشؤون الإسلاميّة، وعياً منها بأهميّة نشر العلم عن طريق المساجد والمدارس الدينيّة".
الختان والولادات المتقاربة
وتشبّث الأسر الموريتانيّة بالعادات والتقاليد، هو ما دفع وزارة الصحة إلى اللجوء إلى منابر المساجد وتنظيم "جمعة موحّدة" للتنبيه من خطورة الممارسات التي تحصل في إطار العادات المتوارثة كختان الإناث والتداوي بالأعشاب وعمليات الوضع في المنازل ورفض الكشف الطبيّ.
وحذّر خبراء الصحة الحكومة من ارتفاع معدلات وفيات الأمهات في البلاد، مشيرين إلى أنه وعلى الرغم من توسيع التغطية الصحيّة وزيادة المراكز المخصّصة للوضع، إلا أن المراكز الصحيّة لا تؤدّي عملها بسبب غياب الوعي بين الأمهات في البوادي. وهو ما ينعكس سلباً على صحة الأطفال والأمهات.
وبينما تؤكد إحصاءات رسميّة أن عدد وفيات الأمهات في موريتانيا يبلغ 626 وفاة لكلّ مائة ألف عمليّة وضع، تشير جمعيات خيريّة إلى أن الرقم أكبر بكثير ويتجاوز 730 وفاة لكل مائة ألف عملية وضع. وتشدّد على أن الحدّ من هذه الظاهرة يتطلب من بين أمور أخرى التوعية عبر القيّمين الدينيّين الذين لهم تأثير كبير في الأوساط القرويّة.
واستنفر هذا الوضع وزارتَي الصحة والشؤون الاجتماعيّة والطفولة والأسرة، اللتَين أنشأتا خليّة قطاعيّة لتسريع بلوغ أهداف الألفيّة للتنمية المتعلقة بالصحة ووضع نظام مراقبة فعّال قادر على توفير المعلومات حول وفيات الأمهات من أجل تحسين متابعة الظاهرة بما يكفل الحدّ منها.
وكانت موريتانيا قد نظّمت قبل شهرَين مؤتمراً إقليمياً لطب النساء والتوليد تحت شعار "لنحدّ جميعاً من موت الأمهات"، بهدف تبادل الخبرات والتجارب والاطلاع على المستجدات العلميّة في هذا المجال للحدّ من وفيات الأمهات التي ترتفع معدلاتها في موريتانيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء.
ويعتبر خبراء في الصحة أن ارتفاع وفيات الأمهات والأطفال في موريتانيا مردّه ضعف الخدمات الصحيّة المقدّمة للأمهات، وخصوصاً في أثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة أيضاً. وقد أعربت منظمات دوليّة عديدة مهتمة، عن قلقها الشديد من تدهور الوضع الصحي وخصوصاً الصحة الإنجابيّة في موريتانيا، داعية إلى زيادة عدد الاختصاصيّين الموريتانيّين والأطباء والقابلات.
وفيات الأمهات
ويوضح المتخصّص في أمراض النساء والتوليد في مستشفى نواكشوط، أحمدو ولد عبدالله، أن "موريتانيا تتصدّر قائمة الدول التي ترتفع فيها نسبة وفيات الأمهات لأسباب متعدّدة، منها الزواج المبكر والإنجاب في سن مبكرة جداً والعادات المتوارثة وضعف المراقبة الطبيّة للحامل وعدم الخضوع لنظام غذائي متوازن بعد الولادة وتقارب الولادات من بعضها البعض، بالإضافة إلى تأثير عمليات الإجهاض التي تصاب خلالها المرأة بنزيف حاد ووهن شديد لا سيّما إذا تكرّرت تلك العمليات".
ويشير ولد عبدالله إلى أن ارتفاع الوفيات في صفوف الأمهات اللاتي يتوفين أثناء الوضع، دفع الباحثين والأطباء إلى تنبيه وزارة الصحة والجمعيات المهتمة بالمرأة والمنظمات الصحيّة من خطورة هذا الأمر، معتبراً أن عدد وفيات الأطفال والأمهات في موريتانيا يوازي عدد الوفيات في مناطق الحروب. ويشدّد على أن الحدّ من هذه الوفيات لن يتحقّق إلا من خلال التوعية وتشجيع النساء على إطالة الفترة الزمنيّة بين حمل وآخر، وإنشاء مراكز صحيّة خاصة بصحة الأم والطفل، وتدريب الاختصاصيّين في مجال أمراض النساء.