مساواة الدم الفلسطيني بالإسرائيلي منعت الهباش من دخول طولكرم

منعت مجموعة شبابية من ذوي شهداء محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية، زيارة لوزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، محمود الهباش، كانت مقررة اليوم الأحد، نظراً لتصريحاته الأخيرة التي ساوى فيها بين دماء الفلسطينيين والإسرائيليين عقب عملية الخليل، التي قتل فيها رئيس وحدة التنصت في شرطة الاحتلال.

وقال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، حسن خريشة، الذي شارك في الوقفة الاحتجاجية، لـ"العربي الجديد"، "لا ينبغي الصمت على مثل هذه التصريحات، ولقد تم إلغاء زيارة الهباش، وفي حال اكتشفنا زيارته سأرافق أهالي الشهداء من أجل منع تلك الزيارة".

وأضاف خريشة "كان من المفترض استقبال الهباش ووزير شؤون الأسرى، عيسى قراقع، في إحدى قاعات المدينة، ضمن فعاليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني، ولقاء أهالي الأسرى، ثم افتتاح أحد المساجد، لكن الزيارة ألغيت، ونفذت فعالية الأسرى بمشاركة رئيس نادي الأسير، قدورة فارس فقط".

كذلك أكد خريشة امتناع عمال القاعة عن العمل بعد معرفتهم بزيارة الهباش لها، نظراً لتصريحاته التي ساوى فيها بين دماء الشهداء ودماء الإسرائيليين.

وكان الهباش قد صرح لأحد المواقع الفلسطينية المحلية "نحن نرفض كل أنواع العنف  سواء موجهة لفلسطينيين أو إسرائيليين، الدم الفلسطيني مثل الدم الإسرائيلي هو دم إنساني غال، ولا أحد يريد لأحد أن يقتل"، وتم تداول التسجيل الصوتي للتصريحات في مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة.

وتسببت تصريحاته بحاله من الغضب والانتقاد الشديد، حيث أعلن ابن الشهيد رفعت ربايعة، الذي اغتالته قوات الاحتلال، حيدر، خلال انتفاضة الأقصى، عن تخطيطه لرفع قضية ضد الهباش بسبب مساواته بين الدم الفلسطيني والإسرائيلي، إذ يقوم بجمع تواقيع ذوي الشهداء استعداداً لرفع كتاب لرئيس الوزراء، رامي الحمدالله، يطالبه فيه بالاعتذار عن تصريحات الهباش بصفته وزيراً في حكومته.

وأكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أن "الهباش قرر إلغاء زيارة كانت مقررة، اليوم الأحد، لطولكرم من أجل المشاركة بفعاليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني، وافتتاح مسجد في المدينة بعدما علم بحجم الاحتجاجات ضده".

ورفع المشاركون لافتات وصوراً للشهداء وقادة الفصائل الفلسطينية، ومن بين الشعارات "ليس منا ودخيل علينا من يشبّه دماء الياسين وأبو علي مصطفى والشقاقي وعرفات بدماء الإسرائيليين"، ورفعت أيضاً صورة للهباش كتب عليها "ممنوع من دخول طولكرم".

وطالبوا الرئيس برفع الغطاء عن الهباش، كما طالبوا رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله بإقالة الهباش من الحكومة، لأن هذه المرة ليست الأولى التي يطلق فيها الهباش مثل هذه التصريحات.

وكان الهباش قد صرح للقناة الثانية الإسرائيلية قبل أشهر، بضرورة حماية حرية العبادة، والسماح لليهود بإقامة شعائرهم الدينية في حال قيام دولة فلسطينية.

وقالت مصادر محلية إن "الوقفة انتهت من دون مضايقات أو تدخل الأمن الفلسطيني".