من بابل إلى صلاح الدين، مروراً ببغداد ثم ديالى، غادر بشكل مفاجئ جميع مستشاري "حزب الله" اللبناني في تلك المناطق العراقية، البلاد ومن دون سابق إنذار، عائدين إلى بيروت. وتضاربت المعلومات، حول سبب مغادرة المستشارين، أو من يُعرفون في العراق بـ"المجاهدين اللبنانيين"، البالغ عددهم 27 شخصاً، الذين سبق أن وصلوا إلى العراق في أوقات متفاوتة، عقب سقوط الموصل، ويعملون بشكل منفصل عن الحكومة العراقية وبالتنسيق مع المليشيات المحلية.
وكشفت مصادر محلية وأخرى مسلّحة، مقرّبة من المليشيات عن مغادرة المستشارين اللبنانيين مواقع المعارك، في المناطق التي ينتشرون فيها في محافظات ديالى وصلاح الدين وبابل وبغداد إلى بلادهم. وقال عضو في مجلس محافظة ديالى، شرقي العراق، رفض الكشف عن اسمه، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن "مغادرة عناصر الحزب اللبناني إلى بلدهم، جاءت عقب ساعات من تنفيذ مجزرة في ديالى، على يد مليشيات عراقية، تدعمها وحدات من الحرس الثوري، وراح ضحيتها 70 مدنياً و35 آخرين، ما زال مصيرهم مجهولاً حتى الآن، من بينهم أطفال".
وأضاف المسؤول أنه "من غير المعلوم ما إذا كان انسحابهم يتعلق بالمجزرة أو لا، لكن من المؤكد أنهم بعيدون عنها، وإن كانوا يشرفون على عمل مليشيا العصائب في المحافظة". وأكد مسؤول عراقي أمني آخر في بغداد، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، الأنباء، وكشف أن "مستشاري الحزب غادروا البلاد بالكامل، مساء الإثنين وصباح الثلاثاء، على متن الرحلات المتجهة إلى بيروت مع كامل أمتعتهم". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "مغادرة مستشاري الحزب لا تتعلق بالوضع العراقي مطلقاً، بل بشؤون داخلية في الحزب نفسه".
وأعرب عن اعتقاده بـ"عدم تأثر المليشيات بانسحاب مستشاري حزب الله من البلاد، بسبب العدد الكبير للمستشارين الإيرانيين". وبحسب تقارير عراقية، فقد قُتل ستة من مستشاري وعناصر الحزب في العراق، منذ سقوط الموصل في 10 يونيو/حزيران الماضي، من بينهم القيادي إبراهيم الحاج، الذي قُتل في معارك خاضها إلى جانب مليشيات عراقية، شمال العراق في الأول من أغسطس/آب العام الماضي.