وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم روفائيل ساكو، في رسالة مفتوحة وجهها للناخبين، إنّ "مشاركتكم الواسعة في الانتخابات المقبلة هي الضمان للتغيير نحو الأفضل، في هذه المرحلة المهمة".
وأضاف "الأمل كبير بأن تكون مشاركتكم دفعاً في اتجاه مجيء حكومة قوية، تغلّب مصلحة العراق على أي مصلحة أخرى، وتبني جسور الثقة بين كافة المكونات، وتحقق السلام والاستقرار والعيش الكريم للمواطنين".
كما اعتبر أن الذهاب إلى صناديق الاقتراع "مسؤولية وطنية وأخلاقية"، مشدداً على أهمية "التصويت لمن هو أصلح، وأكثر اقتداراً والتزاماً بنهضة العراق، وفق برنامج واضح المعالم".
وعاش مسيحيو العراق المعاناة خلال الحكومات التي تعاقبت بعد العام 2003، بدءاً من تهميش ومصادرة حقوقهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل المليشيات والأحزاب، انتهاءً بتهجيرهم على يد تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويقول المرشح المسيحي للانتخابات البرلمانية، غسان كوركيس، لـ"العربي الجديد"، "إنّ معاناتنا في العراق والحرب التي واجهناها كبيرة جداً، فإنّ المكون المسيحي، وهو مكون أصيل في البلاد، خسر كل شيء، خسر الكثير من أبنائه وأملاكه وحقوقه، حتى تمت مصادرة تلك الممتلكات على يد أجهزة وأحزاب متنفذة في الدولة".
وأضاف كوركيس "لم يبق لنا شيء في العراق غير الأمل، فرغم كل هذه المعاناة، ومصادرة الحقوق، فقد تم إفراغ مناطقنا في الموصل بالكامل، وسلبت كل حقوقنا فيها"، مشيراً إلى أنّ "الحضارة الكبيرة للمسيحيين في العراق والتي تمتد إلى عمق التاريخ هدمت بشكل واضح ومعلن وأمام مرأى الجميع".
وبيّن أنّ "هذه الآلام وسلب الحقوق لم تكن في الموصل فقط، بل شملت المسيحيين في غالبية المحافظات العراقية، وحتى العاصمة بغداد"، محملاً الحكومات المتعاقبة على البلاد "مسؤولية كل ذلك، فلم تعمل على إعادة حقوقنا التي سلبت منا".
وتابع "كل ما حصل معنا، من ظلم وتهميش، لن يحول دون تمسكنا في بلادنا العراق، وعلى الرغم من أننا نعامل كأقلية ضعيفة في هذا البلد، إلّا أننا نطمح في التغيير، ونطمح في الحصول على حقوقنا، فقد رشحنا للانتخابات، وسنواصل جهودنا السلمية والحضارية في السعي للتغيير نحو الأفضل، ودعم حكومة تنصف كافة مكونات الشعب ومنها المسيحيين".
ويؤكد المسيحيون، أنّ هواجس الخوف من المجهول ما زالت تلاحقهم، مع كل انتخابات، لكنّ الأمل بتغيير قريب لا ينقطع.
بدوره، أشار تومي شابا أحد المواطنين في سهل نينوى لـ"العربي الجديد"، إلى "هواجس الخوف لدى جميع المسيحيين في العراق، بسبب ما رأيناه من ظلم وسلب للحقوق"، لافتاً إلى أنّ "هذه الهواجس يصارعها الأمل الذي نحلم به، بأن تسود سلطة القانون في البلاد، وأن تعاد الحقوق المسلوبة إلى أصحابها، وأن يعود العراق بلدا للتآخي والتعايش السلمي بين كافة مكوناته".
وأكّد أنّ "كل ذلك يحتاج إلى جهود، وإلى أن نتمسك بهدف التغيير ونسعى لتحقيقه بكل ما نستطيع، وعبر الطرق السلمية والحضارية".