كشفت مصادر دبلوماسية عراقية رفيعة في بغداد، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، عن زيارة رسمية مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد، الأسبوع المقبل، سيلتقي خلالها الرئاسات العراقية الثلاث، ويبحث جملة من الملفات بين البلدين، في أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع إلى العراق خلال حكومة مصطفى الكاظمي.
وبحسب مسؤول رفيع بوزارة الخارجية، فإن زيارة مرتقبة الأسبوع المقبل لوزير الخارجية الإيراني إلى بغداد يلتقي خلالها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، نظيره العراقي فؤاد حسين، بالإضافة إلى عدد من القيادات السياسية العراقية.
وأضاف المصدر المسؤول، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة "ستبحث عدة ملفات بين البلدين اقتصادية وتجارية، ومناقشة فتح الحدود المغلقة بين البلدين بسبب جائحة كورونا، بالإضافة إلى مناقشة الملف المائي، وكذلك التعاون في الأزمة الصحية وملفات سياسية أيضا على مستوى المنطقة".
ورجح أن يعرض الكاظمي نفسه وسيطاً لـ"ترطيب للأجواء" بين الرياض وطهران، بسبب ما قال عنه "علاقات الكاظمي الجيدة مع الجانب السعودي خلال عمله رئيساً لجهاز المخابرات".
الزيارة ستبحث ملفات عدّة بين البلدين اقتصادية وتجارية، ومناقشة فتح الحدود المغلقة بين البلدين بسبب جائحة كورونا، بالإضافة إلى مناقشة الملف المائي، وكذلك التعاون في الأزمة الصحية وملفات سياسية أيضا على مستوى المنطقة
وعلى خلفية الإجراءات المتبعة لدى أغلب البعثات الدبلوماسية في بغداد، عقب جائحة كورونا، تعذر الحصول على تعليق من السفارة الإيرانية في بغداد بشأن الزيارة، إلا أن مصادر في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي قالت لـ"العربي الجديد" إن "الخارجية تستعد لاستقبال ضيف رفيع إلى بغداد بالأيام المقبلة".
وعلق عضو البرلمان العراقي مختار الموسوي، لـ"العربي الجديد"، بشأن الحديث عن طرح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نفسه وسيطاً جديداً بين طهران والسعودية بهدف التهدئة بأن "أي محاولة سيكون مصيرها الفشل، لأن العراق طرف غير محايد في ظل حكومة الكاظمي، التي تحسب على المحور الأميركي، وهو ما يعتقد به حتى كبار القياديين الإيرانيين"، وفقا لقوله، مضيفا أنه "فضلا عن ذلك، لا توجد أي مبادرات أميركية للتهدئة مع طهران في الوقت الحالي، بل على العكس ما زالت مصرة على محاصرة طهران بشكل أكبر، لذا بطبيعة الحال السعودية تدور سياستها في فلك الولايات المتحدة".
في المقابل، يعتقد مراقبون أن الزيارة في حال تحققها ستكون بمثابة "بداية وضوح في التعامل الإيراني مع حكومة الكاظمي سلبا أو إيجابا، إذ ستكون الزيارة عملية ذات بعدين اقتصادي وسياسي".
وقال الخبير بالشأن السياسي العراقي محمد التميمي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "مصالح وملفات مهمة لكل من الكاظمي والجانب الإيراني سيحاول الطرفان الحصول عليها في أول لقاء إيراني مع رئيس الوزراء الكاظمي، الذي يعي أن ملف التصعيد مع الفصائل المسلحة داخل العراق، التي تدين بالولاء لإيران، يمكن السيطرة عليه من قبل الإيرانيين فقط، وبالمقابل يريد الإيرانيون من حكومة الكاظمي الإبقاء على مكاسب اقتصادية وتجارية، وحتى سياسية، تحققت لهم خلال حكومة عبد المهدي السابقة عقب زيارة الرئيس حسن روحاني إلى بغداد العام الماضي، لذا يمكن اعتبار الزيارة مهمة للجانبين".