وقد شهد التجمع، رغم أن الوقت وقت عطلة، حضور الكثير من أفراد الجالية المصرية وبعض أفراد الجالية العربية، وكثير من السياح، الذين يأتون إلى هذا المكان، المطل على برج إيفل. وبعد رفع شعارات تدين النظام المصري الحالي، وتنتقد الصمت الدولي والإعلامي المتواصل منذ سبع سنوات.
وتناول الكلمة أحد أعضاء الائتلاف الذي تحدث عن الأوضاع الكارثية التي مرت بها مصر بعد الانقلاب ولا تزال، "حيث العديد من أفراد الشعب قتلوا بالرصاص الحيّ وآخرون تم إحراقهم وأحرقت خيامهم ومستشفاهم الميداني، وقد سجلت منظمة هيومان رايتس واتش مقتل أكثر من ألف متظاهر مصري في يوم واحد".
وندّد المتحدث بالصمت المستمرّ منذ سنوات، رغم أن الضحايا في تزايد. "حيث مات نحو 700 شخص في سجون النظام المصري، سواء بالتعذيب أو بسبب الإهمال الطبي".
وأكّد أن "الخطاب، اليومَ، واضحٌ، ولا يمكن القبول بهذه الوضعية، لأن الديكتاتوريات هي الوجه الآخر للإرهاب. إنها الإرهاب المُنظَّم من قبل دول عسكرية"، مشددا على أن "الكفاح ضد الإرهاب وضد التطرف وضد الفاشية، يجب أن يكون كفاحا موحدا بكل صرامة. ولا يجب القبول بجنرال وقد تلطخت يداه بدماء المدنيين الأبرياء في بلاده، بالقدوم هنا والتحدث باسم هذا الشعب".
ونبه إلى أن المشكل ليس سياسيّا فقط، بل ويتعلق أيضا بأزمة إنسانية، فقد "تعرضت كل مكونات الشعب للقمع والإجرام، فالمسيحيون تعرضوا لمجازر الدبابات سنة 2011، كما تعرض مشجعو نادي الأهلي لكرة القدم الذين شاركوا في التظاهرات لنفس المصير سنة 2012 كما أن المتظاهرين المدنيين الذين أرادوا الحفاظ على ثورتهم في شوارع القاهرة تم قتلهم بالرصاص الحي".
وانتقد المتحدث بقاء المجرمين طلقاء قائلا: "يأتون هنا، بينما نواب الأمة ورئيس الدولة الشرعي، محمد مرسي، في السجون. وقد حُرِمَ الرئيس من حق الزيارة منذ ثلاث سنوات".
وتحدّث عن وضع كارثي رهيب، "حيث ينتظر 1300 سجين مصري تنفيذ أحكام الإعدام فيهم. الأغلبية فيهم شباب تجرأوا على المطالبة، بأعلى أصواتهم، بالحرية وبحقوقهم الأساسية".
وفي رسالة إلى الفرنسيين، قال: "نحن هنا، في قلب باريس، عاصمة الثورة الفرنسية التي ألهمت الجميع، لنقول بأعلى أصواتنا إن "الصمت لا يفعل سوى القتل". وإن الصمت، للأسف، هو تواطؤ. ونحن، من الآن، نوجه رسالة إلى كل النساء الحرائر والرجال الأحرار في العالم، حتى لا يقبلوا أن يتركوا هذا الشعب المصري وحده أمام مصيره. وعلى على الجميع أن يكونوا متحدين في مواجهة هذه البربرية".
وردد الحضور، مصريين وعربا، شعارات منددة بالنظام المصري، ومن بينها "السيسي قاتل، والسيسي مجرم، ويسقط الانقلاب العسكري، ويسقط يسقط حكم العسكر، ويسقط الجنرال، والعسكر قتلة".
ثم تناول الكلمة الطبيب الفرنسي فرانسوا روشي، المتعاطف مع الشعب المصري، فأكد أن "كل الناس الشرفاء معنيون بما جرى في رابعة العدوية، وليس المصريون وحدهم. أي كل من يقف في صف التاريخ، صف الحقوق الأساسية".
وأضاف: "نحن الآن مجتمعون للتذكير بأكبر جريمة في التاريخ المعاصر. ولم تشهد البشرية أبدا تصفية مثل هذا العدد في وقت يسير. 3000 حياة بريئة أزهقها مجرم اسمه السيسي وعصابته".
وذكّر فرانسوا روشي بانتخاب محمد مرسي، كأول رئيس مصري بشكل ديمقراطي في تاريخ مصر. وتساءل: "هل هناك ما هو أكثر قداسة من الإرادة الشعبية؟" قبل أن يضيف: "إن الاقتراع المباشر يعتبر سياديا ومقدسا، وقد انتهكه الجنرال السيسي. العار له والعار لكل من ارتكب مجزرة في حق الديمقراطية في مصر".
وسخر المتدخل من مهزلة القضاء المصري في عهد السيسي، "حيث تصدر محكمة في القاهرة حكما على 1329 شخص بالإعدام في ما بعد ظهيرة يوم واحد. عار على القضاء المصري. يا للفضيحة، ولا أحد يحتجّ". وأضاف بأن "فرنسا حَذرة، وتريد بيع طائرات رافال، ولا أحد يريد شراءها، وأخيرا تم العثور على وَغْد صغير، اسمه السيسي، باع ضميره من أجل هذه الطائرات".
وخلص إلى أن "السيسي الجنرال، ليس بجنرال ولا ماريشال، إنه مجرم، وسيَمثُل يوماً أمام محكمة لاهاي".
وقد وزّع ائتلاف الدفاع عن الديمقراطية، بالمناسبة، بياناً يوثق الجرائم التي ارتكبها النظام السيسي بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي.
تجدر الإشارة إلى أن ائتلاف الدفاع عن الديمقراطية، غالبا ما ينظم وقفاته واحتجاجاته في هذه الساحة الباريسية الشهيرة المطلة على برج إيفل.