بدأ حوالي 20 صحافيًا من صحيفة "العالم اليوم" المصرية المتخصصة في الاقتصاد، اعتصامًا مفتوحًا في بهو نقابة الصحافيين المصرية، اعتراضًا على فصلهم تعسفيًا من قبل الإدارة وعلى رأسهم الإعلامي المصري عماد أديب، رئيس مجلس الإدارة، وزوجته الفنانة مروة حسين.
وأكد المعتصمون في بيان، أمس السبت، أن مطالبهم تتمثل في إحالة المسؤولين عن الصحيفة إلى التحقيق في النقابة، وإيجاد حلول لأزمتهم مع هيئة التأمينات وقرار فصلهم تعسفيًا.
لكن البداية كانت بإصدار الصحافيين بيانًا في 11 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، شرحوا فيه تفاصيل أزمتهم كاملة، وقالوا: "تعرض صحافيو (العالم اليوم) أعضاء نقابة الصحفيين والمقيدين في جدول المشتغلين، للفصل التعسفي من قبل إدارة الصحيفة التي يمتلكها عماد الدين أديب، ويترأس مجلس إدارتها جمال عنايت، وتديرها بالوكالة الممثلة مروة حسين زوجة عماد أديب، وتترأس تحريرها الزميلة نجلاء ذكري الصحافية في "الأهرام"، حيث اشتركوا جميعاً، في تشريد العديد من الصحافيين، وبشكل مؤسف وغير لائق، حين حضر إلى مقر الصحيفة الكائنة في 22 شارع جول جمال المهندسين، بناء على شكوى مسبقة من الصحافيين الذين استشعروا ريبة في الأمر، لكن قامت مروة حسين بمنع مفتشي التأمينات من مقابلة الصحافيين، واصطحبتهم إلى مكتبها، وأدارت معهم اجتماعاً مغلقاً، وعند مغادرة مفتشي التأمينات بعد جلسة تجاوزت الثلاث ساعات، ومواعيد عملهم الرسمي بالمخالفة للقانون، انصرفوا وبمواجهتهم أنكروا أَي صلة لنا بالمكان، وأنهم لم يروا أياً منا، ومع إصرارنا، انفعلت مروة حسين، وأعلنت للجميع أنهم مفصولون، وقامت بطرد الصحافيين من مقر الصحيفة".
وأضافوا في بيانهم "على إثر ذلك قمنا نحن صحافيي (العالم اليوم) أعضاء نقابة الصحافيين بمخاطبة النقيب عبد المحسن سلامة، وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وحضر إلينا محامي النقابة الأستاذ سيد أبو زيد لقسم العجوزة حيث تم تحرير محضر رقم 8732/2018 إداري العجوزة، وإثبات واقعة الفصل التعسفي، والتعدي اللفظي والفعلي من الإدارة ضد الصحافيين، والمطالبة بالحصول على كافة الحقوق التي ينص عليها قانون العمل".
وتابعوا "وبناءً على توجيهات نقيب الصحافيين عبد المحسن سلامة، وأعضاء مجلس نقابة الصحافيين، والمستشار القانوني للنقابة، توجهنا إلى مكتب العمل وقمنا بتقديم شكاوى فردية، وشكوى جماعية، لإثبات حقوقنا، وأبلغنا موظفي مكتب العمل، أن محامي الفنانة مروة حسين الموكلة بإدارة الجريدة من زوجها عماد أديب، حضر إليهم، وحاول الضغط عليهم لعدم اتخاذ أي إجراء، بل واتهمنا بأننا ننتحل صفة صحافيين مع أننا أعضاء نقابة ونمارس المهنة منذ أكثر من 20 عاماً، وهي واقعة غريبة وغير مسبوقة، بأن قامت إدارة جريدة، بإيفاد أحد محاميها لمكتب العامل، للطعن في حقوق عامل تم فصله تعسفياً".
كان أديب ونائبه عنايت قد اجتمعوا بصحافيي "العالم اليوم" قبل ست سنوات، واتفقوا على تأسيس شركة مساهمة مصرية تحمل اسم "الأخبار السعيدة"، وهي الترجمة العربية لاسم الشركة ذات الترخيص الأجنبي "غوود نيوز"، المملوكة لآل أديب، حتى يمكن التحاق الصحافيين بجداول النقابة، نظراً لرفض قانون النقابة التحاق الصحافيين العاملين في الصحف الصادرة بترخيص أجنبي.
وأفاد الصحافيون بأنه عند تحرير العقود، وضماناً للحقوق، وضع بند أساسي يؤكد الصلة بين الشركتين "غوود نيوز" و"الأخبار السعيدة"، وهو ما يتأكد بأن دخولهم للنقابة جاء من خلال صحيفة "العالم اليوم"، وكارنيهات النقابة الخاصة بكل صحافي، والمدون بها "العالم اليوم"، إلا أن إدارة الصحيفة تنصلت لاحقاً من شركة "الأخبار السعيدة"، مع العلم أن قرار التأسيس صادر من عماد الدين أديب شخصياً.
وأشاروا كذلك إلى أنهم سبق وأبلغوا الإدارة، ممثلة في رئيسة تحرير الصحيفة، نجلاء ذكري، بأن قانون الصحافة والإعلام الجديد يتطلب توفيق أوضاع الصحف ذات الترخيص الأجنبي، بإنشاء شركات مساهمة مصرية، باعتبار أن شركة "الأخبار السعيدة" ستكون الملاذ الآمن لاستمرار الصحيفة، لكن فوجئوا بتصفية الشركة من دون اتخاذ الخطوات القانونية وسلك القنوات الشرعية بتسوية حقوق العاملين.
وعلى الرغم من أنهم أعلنوا في بيانهم الصادر قبل 10 أيام أن "نقيب الصحافيين عبد المحسن سلامة أعلن رفضه لمزاعم إدارة الصحيفة بأن نقابة الصحفيين لن تتحرك أو تتخذ موقفاً، وأنها ستنحاز لأصحاب العمل لا الصحافيين، إذ أكد نقيب الصحافيين رفضه لتلك المزاعم شكلاً وموضوعاً، وأنه لن يتهاون في تقديم كامل الدعم للزملاء الصحافيين المفصولين تعسفياً، وتقرر عقد اجتماع طارئ وعاجل لبحث قضية الفصل التعسفي لصحافيي "العالم اليوم"، فالاعتصام يكشف غير ذلك.
ويسافر النقيب مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى روسيا، وهو ما حال دون عقد الاجتماع، وفق مصادر في النقابة.
وطالب صحافيو "العالم اليوم" المفصولون تعسفياً باتخاذ كافة الإجراءات التي تحفظ حقوقهم المادية والأدبية، وعلى رأسها إلغاء قرار إيقاف التأمينات الخاصة بهم، الطعن في قرار تصفية شركة "الأخبار السعيدة" من دون تسوية مستحقاتهم، العودة إلى ممارسة عملهم رفضاً لظاهرة البطالة التي تتفشى بوضوح في مجال الصحافة، الحصول على رواتبهم المالية المتأخرة خلال عامي 2013 و2014 والبالغة 20 شهراً التي وعدت إدارة الصحيفة بتسويتها معهم.