شيع اﻵلاف من المصريين جثمان مؤسس الجماعة اﻹسلامية، الدكتور عمر عبد الرحمن، مساء اليوم الأربعاء، إلى مثواه الأخير، في محافظة الدقهلية، شمال مصر.
واستملت أسرة عبد الرحمن الجثمان، صباح اليوم، من مطار القاهرة، عقب وصوله على متن طائرة قادمة من الولايات المتحدة اﻷميركية، حيث توفى هناك في أحد السجون، قبل نقله إلى مسقط رأسه لدفنه.
وأمّ قائد المقاومة الشعبية في السويس، حافظ سلامة، المصلين في صلاة الجنازة على عبد الرحمن، في أحد مساجد مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية، قبل أن ينطلق جموع المصلين في جنازة كبيرة لدفن مؤسس الجماعة اﻹسلامية في مدافن العائلة.
وحضر عدد كبير من قادة الجماعة اﻹسلامية، على رأسهم رئيس مجلس شورى الجماعة، أسامة حافظ، ومفتي الجماعة، عبد اﻵخر حماد، والقائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية - الذراع السياسية للجماعة - نصر عبد السلام، والمتحدث باسم الحزب أحمد اﻹسكندراني، واﻷمين العام جمال سمك، فضلاً عن القيادي السابق بالجماعة اﻹسلامية كرم زهدي.
وتوافد المئات من أعضاء الجماعة اﻹسلامية وحزب البناء والتنمية، من عدة محافظات، للمشاركة في جنازة عبد الرحمن في مسقط رأسه.
وكان عبد الرحمن قد أوصى، خلال فترة سجنه في الولايات المتحدة، على خلفية اتهامه بالضلوع في تفجيرات نيويورك والتحريض على أميركا، بدفنه في مصر.
وتوفى مؤسس "الجماعة الإسلامية" مساء السبت الماضي، داخل أحد السجون الأميركية.
وكانت المخابرات الأميركية "CIA" قد تواصلت مع أسرة عمر عبد الرحمن أخيراً، من أجل تقديم طلب لسفارة واشنطن بالقاهرة لإكمال عقوبة مؤسس الجماعة الإسلامية بمصر، نظراً لحالته الصحية المتأخرة جداً، بحسب مصادر مقربة من الأسرة. وبدأت محاكمة عبدالرحمن منذ عام 1993.
وقال نجله محمد إن السلطات الأميركية أبلغتهم، مساء السبت الماضي، بوفاة والده في سجن نورث كارولينا.
وأوضح في تصريح خاص سابق لـ"العربي الجديد"، أن السلطات الأميركية أبلغتهم بأن تسليم الجثمان للأسرة سيتم عبر السفارة الأميركية بالقاهرة، موضحاً أن آخر تواصل مع والده كان الأسبوع الماضي، أخبرهم خلاله بأن حالته الصحية متدهورة جداً، مضيفاً: "قال لنا إنها ربما تكون المحادثة الأخيرة بيننا وبينه".
وقد شارك في العزاء قيادات الجماعات الإسلامية ومنهم الدكتور عباس شنن أحد القيادات التاريخية لتنظيم الجهاد، ومحمد ربيع الظواهري الشهير بأبو أيمن المصري، عضو جماعة الجهاد الإسلامي المصرية، والشقيق الأصغر لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي لم يظهر مطلقاً منذ خروجه من السجن، بالإضافة إلى الشيخ حافظ سلامة، القيادي السلفي الشهير.
كذلك علم "العربي الجديد" أن مندوبًا من جهاز الأمن الوطني رافق أسد عمر عبد الرحمن، خلال استقباله جثمان والده في مطار القاهرة صباح اليوم، حيث ساعده في إنهاء إجراءات استلام الجثمان من قرية البضائع، ورافقه حتى نقطة شرطة المطرية بمحافظة الدقهلية، حيث تم دفنه. وقد قامت بنقله سيارة تابعة لمستشفى الغرباوي، المملوكة للدكتور حسن الغرباوي أمير الجماعة بالقاهرة.
وكان في استقبال الجثمان في القرية أعضاء الجماعة الإسلامية الذين توافدوا بأعداد كبيرة من خارج الدقهلية، بهتافات "الله أكبر.. وقادم قادم يا إسلام.. لن تهزم أمة قائدها محمد". كما كان للنساء حضور قوي ورددن الهتاف أيضًا.