دانت رابطة أسر المعتقلين بالبحيرة، شمال مصر، ترحيل إدارة سجن دمنهور العمومي، 30 معتقلا تعسفيا من سجن الأبعادية لسجن وادي النطرون، حيث يتعرضون للتعذيب ضمن ما يطلق عليه "حفلات التأديب".
وأوضحت الرابطة في بيان وصل "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن "قوات الأمن بسجن الأبعادية العمومي أقدمت على ترحيل المعتقلين في خطوة منهم لإفشال الإضراب الشامل الذي أعلن عنه معتقلو الأبعادية".
وأشار البيان إلى أن "الوضع داخل سجن الأبعادية خلال الفترة الماضية ازداد سوءاً ونتج عنه سقوط شهداء الإهمال من المعتقلين، وآخرهم الشهيد أحمد غزلان (52 عاما)، والذي قُتل بسبب الإهمال الطبي وعدم تلقيه العلاج والمتابعة اللازمة".
وتزايدت أعداد المصابين بالأمراض المزمنة من قلب وفشل كلوي والتهاب كبدي وسرطان دون تلقي العلاج المناسب أو تلقي أي متابعة أو رعاية، كون هذه الأمراض تقتل المعتقلين ببطء في حال إهمال علاجها، وكان آخرهم ماهر حزين (55 عاما)، والذي فقد بصره جراء الإهمال الطبي وتعسف إدارة السجن في نقله للعلاج في مستشفى متخصص.
وناشدت أسر المعتقلين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني سرعة التدخل لإنقاذ المعتقلين بسجن الأبعادية إزاء الانتهاكات المتصاعدة التي يتعرضون لها.
وكانت إدارة سجن دمنهور العمومي، بالبحيرة، شمال مصر، قد رحّلت 30 معتقلًا من سجن "الأبعادية"، اليوم، إلى سجن وادي النطرون؛ على خلفية دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام منذ السبت الماضي؛ بسبب الإهمال الطبي للمرضى.
وقالت أسر المعتقلين بالأبعادية إن سلطات السجن تهدد بترحيل 100 معتقل آخرين نهاية الأسبوع؛ حال عدم فضهم الإضراب.
وفوجئ المعتقلون، صباح اليوم، باقتحام زنازينهم وإبلاغهم بتجميع سريع لمتعلقاتهم لأنه سيتم ترحيلهم إلى سجن آخر بناءً على تعليمات مصلحة السجون، وتم ترحيلهم دون إخطار الأهالي حتى تمكنت هيئة الدفاع والأهالي من الوصول لمعلومات بمكان احتجازهم الجديد.
وسجن دمنهور العمومي يقع في منطقة الأبعادية بمحافظة البحيرة، ويبعد عن القاهرة حوالي 165 كم على الطريق الزراعي، وعن الإسكندرية بـ45 كم، واشتهر السجن بـ"غوانتانامو البحيرة". وأنشئ عام 1908 على مساحة 10 أفدنة، ويضم السجن اثني عشر عنبراً، 5 منها للسجناء السياسيين، 3 للسجناء الجنائيين، وعنبر للتأديب، و3 عنابر للنساء، ويحيط بالسجن من الخارج سور حجري مزود بنقاط حراسة مكثفة ويرتفع لـ 6 أمتار، يليه من الداخل على مسافة 10 أمتار سور داخلي مكهرب ومزود بالأسلاك الشائكة بارتفاع 5 أمتار.
اقرأ أيضاً: معتقل مصري: مهددون بالتحرش الجنسي في "وادي النطرون"