لا زال أوبريت العرائس "الليلة الكبيرة" محتفظاً بألقه رغم مرور نصف قرن على ظهوره. وفي إطار انشطته الرمضانية، ينظم "المركز المصري للتعاون الثقافي الدولي" منذ أمس الاثنين وحتى يوم 24 حزيران/ يونيو ثلاثة عروض لـ "الليلة الكبيرة".
يقدّم العروض "مسرح القاهرة للعرائس" بقيادة محمد نور الدين، وتعتبر "الليلة الكبيرة" واحدة من أصعب المسرحيات على مستوى الأداء حيث تحتاج إلى قرابة 20 محرك دمى (لـ 45 دمية) إضافة إلى عدد من التقنيين.
غير أن نجاح الأوبريت لا يستمد فقط من مؤديها الذين تغيّروا على مدى العقود الأخيرة، بل تستمد جماهيريتها من مواقع مبدعيها الأصليين، الشاعر صلاح جاهين والملحن سيد مكاوي، في الحياة الثقافية المصرية والشعبية رغم مرور سنوات طويلة على رحيلهما.
لقد حاول المؤلف صلاح جاهين أن يضع في أوبريت "الليلة الكبيرة" كل عناصر الفلكلور الشعبي المصري، التي تتجمّع كلها في "ليلة المولد"، الإطار العام للمسرحية، ثم أوكل مهمة تلحينها إلى صديقه سيد مكاوي الذي تعاون معه في أعمال فنية أخرى متميزة أهمها رباعيات جاهين، واستفادا من هذا التراكم لإثراء "الليلة الكبيرة".
أما الضلع الثالث في نجاح المسرحية، فهو مصمّم الدمى ناجي شاكر، وهو أيضاً صديق لـ جاهين، وكان صاحب فكرة صبها في قوالب المسرح العرائسي، بعد أن شُغف بها مثل معظم المصريين وهي تمرّر على أمواج الإذاعة.
عُرضت الأوبريت في أكثر من خمسين دولة في العالم، ولعلها تمثل اليوم نقطة مضيئة أساسية في المسرح المصري عموماً نظراً لتفرّدها في الجمع بين عدة فنون ومبدعين على درجة كبيرة من الإتقان والصدق.