معاناة المدنيين في الغوطة تتفاقم... نفاد الأغذية والأدوية

ريان محمد

avata
ريان محمد
05 مارس 2018
BCD02988-D952-479B-8F4A-7C796795CC8C
+ الخط -


تتواصل معاناة مئات آلاف المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية بسبب الحصار والحياة في الأقبية هرباً من قصف طيران النظام والطيران الروسي الذي جعلهم بدون أغذية أو أدوية أو حتى مياه صالحة للشرب، حتى بات بعض السكان يقتاتون على ما توفر من خضروات وأحيانا على الحشائش.

وكانت قافلة مساعدات أممية وصلت إلى مدينة دوما، اليوم الاثنين، مُحملة بـ5500 طن من الطحين والقمح، وأدوية ومعدات جراحية، يستفيد منها 27 ألفًا وخمسمئة مدني، وأعلن الصليب الأحمر الدولي أن قوافل أخرى ستدخل إلى الغوطة في وقت لاحق، إلا أن القافلة اضطرت إلى الانسحاب قبل تفريغ حمولتها على وقع قصف من النظام السوري على الغوطة.

أم جابر، أم لطفل رضيع لم يكمل شهره الرابع بعد، قالت لـ"العربي الجديد": "لم نعد نستطيع تأمين وجبة الطعام الوحيدة التي نعيش عليها في معظم الأيام"، مبينة أن "هذه الوجبة غالبا ما كانت شوربة، مؤلفة من قليل من الأرز أو البرغل أو العدس مع كثير من الماء، وبعض الأحيان قد يكون إلى جانبها القليل من الخبز، وغالبا ما يكون خبز شعير، أما اليوم، حتى هذه المواد لم تعد متوفرة، ونحاول العيش على ما يتوفر من حشائش قابلة للأكل".

وتابعت "لم أعد قادرة على إرضاع صغيري بسبب قلة الطعام. نحاول تأمين حليب البقر أو اللبن وخلطه بالماء للرضيع، ولكنني أشعر بأن وزنه يتناقص، حتى بدأت أخشى على حياته".

من جهته، قال المتطوع في "الدفاع المدني"، أبو بشير دغمش، في اتصال مع "العربي الجديد": "أكلنا مقتصر على قليل من الخس والسبانخ، وبسبب القصف وتقدم النظام في الأراضي الزراعية، حتى هذه الحشائش لم تعد متوفرة، إضافة إلى قليل من الطحين والشعير إذا وجد".

وقال الناشط الإعلامي براء أبو يحيى، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع الغذائي في الغوطة مأساوي. بعض الجمعيات الخيرية تحاول توزيع مساعدات على جزء من الأهالي، سندويشة واحدة للفرد يوميا، تتكون من رغيف صغير من دقيق الشعير وبداخله القليل من اللبنة أو الجبنة".

ولفت إلى أن "أكثر من 60 في المائة من أهالي الغوطة دون طعام، ولا تستطيع الجمعيات أن تؤمن لهم أي مساعدة، ومنهم عائلات تمر عليها نحو 48 ساعة لتستطيع أن تأكل وجبة غير مشبعة"، مبينا أن "العائلة المحظوظة في الغوطة اليوم هي التي تستطيع تأمين القليل من الحشائش، مثل السلق أو الفجل أو البقدونس أو الكزبرة أو البصل الأخضر، في حين يعتبر الحصول على قليل من خبز الشعير أكثر صعوبة، حيث يبلغ سعر كيلوغرام دقيق الشعير 2800 ليرة سورية (6 دولارات أميركية)، وما زاد الوضع سوءا هو استهداف طيران النظام للأفران، في حين يبلغ سعر كيلوغرام الحليب 800 ليرة".

وتابع "تعتبر المواد الغذائية الرئيسية شبه مقطوعة، مثل الأرز والبرغل والعدس والحمص والسكر، ويبلغ سعر الكيلوغرام منها، إن وجد، نحو 5 آلاف ليرة، لكن يبقى عدم توفر المياه الصالحة للشرب أزمة كبيرة، حيث يعتمد الأهالي على استخراج الماء من الآبار السطحية عبر طرق بدائية تحتاج إلى جهد ووقت لا يوفره القصف، ما يهدد بإصابة الأهالي وخاصة الأطفال وكبار السن بمشاكل صحية".
وأوضح أن "شلل الحياة في الغوطة الشرقية يحول دون استطاعة العائلات الحصول على قوتها اليومي، وأغلبها فقد القدرة على شراء المستلزمات الأساسية بسبب توقف الأعمال وصعوبة وصول المساعدات المالية التي كانت تصل من الخارج إلى العائلات".

ذات صلة

الصورة
قد يستغرق كشف مصير المفقودين في سورية سنوات، 23 ديسمبر 2024 (كريس ماكغرات/ Getty)

مجتمع

تتداخل المعاناة الإنسانية مع الفراغ القانوني في قضية المفقودين في سورية، ما يجعلها تتطلب تضافر الجهود لتحقيق العدالة، وإقرار قوانين لكشف الحقائق.
الصورة
مساعدات قطرية في مطار دمشق الدولي - سورية - 2 يناير 2025 (إكس)

مجتمع

وصلت طائرة مساعدات ثالثة من دولة قطر إلى مطار دمشق الدولي، من ضمن الجسر الجوي القطري الذي أُطلق لإيصال الإمدادات إلى الشعب السوري بعد إطاحة نظام بشار الأسد.
الصورة
مساعدات عاجلة للسوريين، ديسمبر 2024 (حملة قطر معكم)

مجتمع

تواصل حملة "قطر معكم" التي انطلقت مع إسقاط نظام الأسد جهودها لتقديم الإغاثة العاجلة للشعب السوري في كافة المناطق السورية بدعم من دولة قطر.
الصورة
مقبرة جماعية تم العثور عليها قرب دمشق، 16 ديسمبر 2024 (أمين سنسار/الأناضول)

مجتمع

سقط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، لتبدأ ولادة سورية الجديدة، كما بدأت تتضح الكثير من الأسرار والخفايا، فظهرت السجون السرية، والمقابر الجماعية.