معركة "التاسعة" و"الحوار التونسي" تربك التونسيين

25 مايو 2019
تتصارع القناتان على جذب المشاهدين (Getty)
+ الخط -

يبدو أن النجاح الذي حققته قناة "التاسعة" الخاصة في رمضان واستحواذها على نسبة مهمة من المشاهدين الذين احتكرتهم قناة "الحوار التونسي" لسنوات لم يمرّ بصمت، وبدأ بتأزيم العلاقة بين الطرفين.

بوادر التأزيم عدة، أولاها الحرب الكلامية في الفيديوهات التي ينشرها الممثل ومقدم البرامج في "التاسعة"، لطفي العبدلي، الذي انتقد إنتاجات "الحوار التونسي" الدرامية، وخاصة برامج الكاميرا الخفية. وردت "الحوار التونسي" على هذه القناة عبر مالكة القناة قانونياً وزوجة المالك الفعلي، سامي الفهري، التي اعتبرت ما يقال عن القناة حرباً ضدها.

ولا تنتهي الخلافات هنا، إذ أعلن الفهري، مساء أمس، عن اتفاق مبدئي مع أحد مالكي "التاسعة"، رضا شرف الدين، على شراء أسهمه المقدرة بـ 46 في المائة من إجمالي أسهم القناة.

وقال متحدياً "أهلاً بـ(التاسعة) في (الحوار التونسي)، وهو ما رأى فيه البعض عملية إرباك متعمدة من سامي الفهري للعاملين في القناة، خاصة أن جلهم كانوا يعملون في "الحوار التونسي".

لكن "التاسعة" نفت هذه الأخبار في بيان، مبينة أن رضا شرف الدين لم تعد له أي علاقة قانونية بالقناة منذ 2014. وأوضحت أن عمليات بيع الأسهم تخضع للقانون الذي يحتم إعلام "الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري" (الهايكا) بأي تغيير في تركيبة المالكين لأسهم أي وسيلة إعلام سمعية بصرية.


ووصل الخلاف بين الطرفين إلى التجريح الشخصي وحشر العائلات فيه، إذ شن الممثل زياد مكي، مساء أمس، هجوماً على الإعلامي في "التاسعة" وعائلته، نوفل الورتاني، عبر برنامج "رمضان شو" الذي يقدمه على إذاعة "موزاييك أف أم" الهادي زعيم، وهو من الفاعلين الرئيسيين في "الحوار التونسي".

ما قاله زياد المكي أحرج إدارة "موزاييك أف أم" التي سارعت إلى نشر بيان للرأي العام أكدت فيه رفضها ما حصل، وأعلنت عن سحب التسجيلات من المنصات الإعلامية التابعة لها. كذلك أشارت إلى أنها فتحت تحقيقاً في الأمر، نافية انخراطها في الصراع الدائر بين القناتين.

ويبدو أن تبعات هذا الصراع بين القناتين ستتواصل، خاصة أمام الصعود الكبير في نسب المشاهدة لقناة "التاسعة" التي تعتبر إلى جانب التلفزيون الرسمي التونسي وقناة "نسمة تي في" من القنوات الناجحة في رمضان 2019، بينما شهدت "الحوار التونسي" تراجعاً غير مسبوق، خاصة بعد فشل الجزء الرابع من مسلسل "أولاد مفيدة" وفشل السلسلة الهزلية "قسمة وخيان".