وتقول محمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ واقع المعلمين في غزة بات سيئاً للغاية، في ظل عدم انتظام رواتبهم بشكل كامل منذ ما يقرب من عامين، بالإضافة إلى العجز الكبير الحاصل في العديد من المدارس، وهو ما يزيد أعباء المعلمين.
وتلفت إلى أنّ العديد من المعلمين تقدموا باستقالتهم منذ بداية العام الدراسي الجديد، بعد أنّ فقدوا الأمل في تحسن أوضاعهم الاقتصادية، في ظل تفاقم أزمة رواتب موظفي غزة، مشيرة إلى أنّ المعلمين الذين استمروا على رأس عملهم أضحوا يبحثون عن بدائل جديدة لحل مشاكلهم المالية.
أما مدرس اللغة العربية، محمد أبوعقيلان، فيؤكد، لـ"العربي الجديد"، أنّ استمرار الأزمة المالية سيؤدي إلى انهيار المنظومة التعليمية بشكل كامل في قطاع غزة، وذلك في ظل عدم التزام وزارة المالية في غزة والحكومة الفلسطينية بتعهداتهما تجاه آلاف المدرسين والمدرسات.
ويشير أبوعقيلان إلى أهمية وضرورة إيجاد حل لأزمة المعلمين والمعلمات في غزة، وعدم ربط العملية التعليمية بالملفات السياسية، مطالباً رئيس حكومة التوافق، رامي الحمد الله، بضرورة تقديم حل حقيقي لأزمة الرواتب في غزة.
ويحذر المعلم الغزي، من أن عدم انتظام العام الدراسي الجديد سيقود إلى توقف محتمل لمئات المعلمين والمعلمات، في ظل عدم صرف رواتبهم، مضيفاً: "الكثير من المعلمين لم يعودوا يمتلكون المال للتنقل بشكل يومي إلى مدارسهم، وهو ما قد يدفع بهم في نهاية المطاف إلى الجلوس في بيوتهم".
وترفض حكومة التوافق صرف رواتب لموظفي غزة، لأنها لا تعترف بهم، فيما يبلغ عدد المعلمين والمعلمات الذين عينوا في عهد حكومة غزة السابقة نحو 9 آلاف معلم ومعلمة.
من جهته، طالب نقيب المعلمين، خالد المزين، وزارة المالية في غزة، بضرورة صرف راتب كامل للمعلمين والمعلمات، والعمل على وضع آلية محددة من أجل صرف المستحقات المالية المتراكمة للموظفين منذ نحو عامين.
وقال المزين، في كلمة ألقاها على هامش الوقفة الاحتجاجية، إنه على الجهات الرسمية والفصائلية في غزة ضرورة الضغط، من أجل حل أزمة المعلمين والمعلمات وتوفير الرواتب والمستحقات المالية الخاصة بهم، من أجل استمرار تقديم الخدمة التعليمية لآلاف الطلاب في غزة.
وحذّر من أنّ المنظومة التعليمية في القطاع معرضة للانهيار بشكل كلي، في ظل عدم توفر موازنات تشغيلية لنحو 406 مدارس حكومية، وهو ما سينعكس سلبا على الأداء الذي يقدمه المعلمون للطلاب، مطالباً وزارة التربية والتعليم في غزة بضرورة تقليص أيام الدراسة إلى 5 أيام، مراعاة لظروف المعلمين.
ويشير نقيب المعلمين إلى أهمية فصل العملية التعليمية في قطاع غزة المحاصر منذ تسع سنوات عن أي تجاذبات سياسية بين حركتي "فتح" و"حماس"، وضرورة العمل من قبل الفصائل في غزة لوضع حد للإشكاليات التي تعترض عمل المعلمين في مختلف المؤسسات التابعة لهم.
اقرأ أيضا: حركة المقاطعة: وَسْم منتجات المستوطنات في أوروبا غير كاف