أطلقت كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية، في معهد الدوحة للدراسات العليا، برنامج الماجستير التنفيذي في الدراسات الدبلوماسية والتعاون الدولي للعام الأكاديمي 2020-2021، إذ استقبل المعهد طلاب الفوج الأول والبالغ عددهم 13 طالباً من دبلوماسيي وزارة الخارجية القطرية، بموجب مذكرة تفاهم مع المعهد الدبلوماسي التابع للوزارة.
وتهدف كلية الإدارة من البرنامج إلى تحقيق جملة من الأهداف التي تتيح للعاملين في السلك الدبلوماسي والتعاون الدولي، والمنظمات الإقليمية والدولية، والمبعوثين الرسميين والعاملين في الوساطات الدولية من دولة قطر، فرصةَ الاندماج في عالم العلاقات الدولية والدبلوماسية بتشعّباته السياسية والثقافية والقانونية؛ إضافة إلى تمكينهم من أدوات العمل الدبلوماسي المكتوبة (القانون الدولي والمعاهدات)، وغير المكتوبة (الأعراف الدولية).
وقالت نائبة رئيس معهد الدوحة للشؤون الإدارية، هند المفتاح، إن البرنامج هو الأول من نوعه في دولة قطر والخليج العربي، ويتميّز بشراكاته الأكاديمية والعملية العالمية التي ستساهم في رفد الهيئات والبعثات الدبلوماسية القطرية بجيل من الدبلوماسيين القطريين الواعين كل الوعي بمستقبل بلدهم وطموحاتهم. وحثّت المفتاح الطلاب الجدد على الاستفادة من المميزات التي سيقدمها لهم المعهد، سواء على مستوى العلاقات والزيارات أو على مستوى البحث العلمي والأكاديمي من خلال التعاون والتنسيق مع الأساتذة الخبراء في المجال البحثي الدبلوماسي.
ووفق عميد الكلية، حامد عليّ، يرتكز البرنامج على مقاربةٍ تُزاوج بين المسارين النظري والعملي، وينطلق النظري من قاعدة تشمل مجالات ثلاثة رئيسة هي: السياسة الخارجية، والدبلوماسية، والقانون الدولي. ويهدف المسار العملي إلى تفعيل المساق النظري من خلال آليّات تنتقل بالمتعلّم من أفق التلقي إلى رحاب التعلّم الذاتي والتعلّم من الأقران، مستفيداً في ذلك من خبراته وخبرات الآخرين، إضافة إلى التعرف إلى أعمال المنظمات الدولية عبر الزيارات الميدانية، والتشبيك مع أصحاب الخبرة المتميزين في العمل الدبلوماسي وفي صنع السياسات، الذين سينضمون إلى البرنامج كمحاضرين زائرين لإثراء معارف الطلاب وصقل خبراتهم. وسيلجأ المنتسبون إلى البرنامج إلى دراسة حالات عينية لتعميق فهم مسارات السياسات الخارجية ومآلاتها وتحليل الدروس المستفادة منها، إضافة إلى الزيارات الميدانية لإضفاء بُعدٍ عملي على المنطلقات النظرية التي تؤسس للتعاون الدولي وحل النزاعات.
ويرى المشرف الأكاديمي على البرنامج، ورئيس وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مروان قبلان، أنّ البرنامج بحداثته ينطلق من فهم عريض للممارسة الدبلوماسية بوصفها إحدى الأدوات التي تلجأ إليها الدول في إدارة علاقاتها وخدمة مصالحها خارج حدودها الوطنية في أزمنة السلم والأزمات والحروب على حدّ سواء. والبرنامج يستدعي التعرّفَ إلى الاتجاهات والمدارس الكبرى في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، والقانون الدولي والدبلوماسية والمنظمات الدولية. ولتحقيق ذلك، فمن الضرورة أن يتعرّف المنتسبون إلى آليات صنع السياسة الخارجية، وأدواتها ومستويات العمل الدبلوماسي، وقضاياه المختلفة، مع التركيز على القوة الناعمة وأدواتها واستخداماتها باعتبارها إحدى أهم المزايا التي تميّزت بها سياسة قطر الخارجية.
وسيقوم البرنامج في كل دورة من دورات انعقاده باستضافة اثنين من الدبلوماسيين المتمرّسين على المستوى الدولي لعقد ورش عمل تهدف إلى عرض حالات مرجعية في العمل الدبلوماسي والتعاون الدولي، إضافة إلى تنظيم زيارة ميدانية إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف بُغية تعميق معرفة الطلاب بالمنظمات الدولية على أرض الواقع.
ويشترط في المتقدم للبرنامج أن يكون حاصلاً على الدرجة الجامعية الأولى (البكالوريوس) من جامعة معتمدة بمعدل تراكمي تقديره "جيد" على الأقل، أو معدل 3 من 4 للحاصلين على شهادة الماجستير، إضافة إلى تأمين متطلب اللغة الإنكليزية بشهادة "إيلتس" أو "توفل"، مع توافر الخبرة الإدارية لمدة لا تقل عن سنتين. ويُنظر في هذه المتطلبات مع إثبات القدرة على الكتابة الأكاديمية باللغة العربية (بالمستوى المطلوب للدراسات العليا)، وذلك من خلال تقديم خطاب شخصي بين 700 و1000 كلمة يشرح فيه المتقدم مدى انسجام الماجستير التنفيذي في الدبلوماسية والتعاون الدولي مع أهدافه الأكاديمية والمهنية المستقبلية.