قُتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين، وأصيب آخرون قبل ظهر اليوم في قصف للطيران الروسي على مدينة إعزاز شمالي مدينة حلب، على الحدود السورية التركية.
وأفاد مركز "إعزاز الإعلامي" بأن الطيران الروسي استهدف بست غارات طاولت مجموعة من الأهداف المدنية، وهي، كراج معبر باب السلامة، وأطراف المدينة، والمستشفى الوطني، ومستشفى الأطفال، ما أدى إلى مقتل وإصابة سبعة مدنيين، واشتعال حرائق في المدينة، وخاصة في المستشفيين.
وكثّف الطيران الروسي من استهدافه هذه المدينة الحدودية، بعد إسقاط طائرات تركية الطائرة الحربية الروسية قبل نحو شهر، إذ استهدف قوافل إغاثة، وصهاريج تنقل محروقات للمدنيين في مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية في شمال وشمال غرب سورية، ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين.
وقال الناشط مصطفى عبد الكريم لـ "العربي الجديد"، إن المستشفيين كانا يقدمان خدماتهما لأهالي المدينة، وآلاف النازحين إليها من مختلف أنحاء سورية، لافتاً إلى أن نحو 60 من الكوادر الطبية كانت موجودة داخل المستشفى النسائي لحظة استهدافه، إضافة إلى المرضى، كما كان هناك عدد من الأطفال المرضى.
وأشار عبد الكريم إلى أن استهداف اليوم يأتي في سياق تدمير البنية التحتية للمدينة باعتبارها الملاذ الأخير للنازحين، موضحاً أن المدينة خالية تماماً من أي وجود لتنظيم الدولة الإسلامية، والتي تدعي روسيا أن غاراتها تستهدفه.
اقرأ أيضاً: "داعش" يهاجم عامرية الفلوجة لتخفيف زخم معركة الرمادي
وفي سياق استهداف البنية التحتية الصحية، دمر الطيران الروسي مشافي في ريف حماة الشمالي منها مستشفى كفرزيتا التخصصي، واستهدف الطيران الروسي منظومة إسعاف أورينت في ريف إدلب، ودمر مرافق طبية في ريفي حلب الجنوبي والشمالي، كما استهدف مراكز صحية في ريف اللاذقية الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة منها مستشفى "أطباء بلا حدود" التخصصي، كما دمرت غارات الطيران الروسي مستشفى تشرف عليه منظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة عربين في الغوطة الشرقية لدمشق.
وكان المحامي عبد الناصر حوشان، وهو مهتم بتوثيق اعتداءات قوات النظام في ريف حماة، قد قال في تصريحات لـ"العربي الجديد" إنّ الاعتداء على المستشفى "جريمة حرب وانتهاك لمعاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 وخاصة نص المادة الثامنة عشرة منها، والتي نصت على أنه لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى، والمرضى، والعجزة، والنساء، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات".
وأظهر تقرير مسحي صدر أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، قام به اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية (UOSSM)، بالتعاون مع منظمة "أطباء عبر القارات"، تردي الحالة الطبية في المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام، وتنظيم الدولة الإسلامية، في ظل القصف المتواصل على هذه المناطق على مدى سنوات، واستهداف المشافي والمراكز والنقاط الطبية.
وكانت منظمة العفو الدولية قد ذكرت منذ يومين، أن القصف الجوي الذي تشنه روسيا في سورية، قد يرقى إلى "جريمة حرب"، بسبب عدد المدنيين الذين قتلتهم الضربات الجوية.
وذكرت في تقريرها أنّ "الضربات الجوية الروسية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتسببت بدمار هائل في مناطق سكنية، إذ أصابت منازل ومسجداً وسوقاً مكتظاً بالناس، بالإضافة إلى مرافق طبية، وذلك في نمط هجمات يُظهر أدلة على وقوع انتهاكات للقانون الدولي الإنساني".
وأفادت المنظمة، والتي تتخذ من لندن مقراً، بأنها وثّقت "أدلة تشير إلى استخدام روسيا للذخائر العنقودية المحظورة دولياً، والقنابل غير الموجهة في مناطق سكنية مكتظة".
اقرأ أيضاً: الصراع الروسي-الإيراني: اشتباك خفي بسورية حول الاستراتيجيات والزبداني