في بيئة جبلية قاسية، كسر محمد أبو النور الصخر بقرية سيجر غربي مدينة إدلب، وحوله إلى مطبخ صغير واستديو تصوير بمساعدة عائلته، بعد أن فقد ساقيه ببرميل متفجر منذ ثماني سنوات بقصف لقوات النظام السوري بريف حلب.
قرر محمد، كما يروي في حديث لـ"العربي الجديد"، تحويل هوايته في الطبخ إلى برنامج على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن انعدمت سبل العمل لديه بسبب إعاقته، خاصة أن أبناء محافظة حلب السورية يشتهرون بإعداد الطعام المميز واللذيذ.
جهز محمد مطبخه بتكلفة مادية بسيطة جدا، بطابع ريفي متضمن قطع الخشب والحجارة، مضيفا: "استغرق تجهيز المطبخ شهرا كاملا بجوار بيتي بأدوات بسيطة، استطعت تخطي المصاعب بمساعدة أفراد أسرتي، وخاصة زوجتي التي تعلمت استخدام الكاميرا لأجلي، وهي من تقوم بتصويري لأحرر الفيديو على كمبيوتري البسيط وأنشره على وسائل التواصل الاجتماعي".
ويتابع: "أطلقت على قناتي اسم الشيف المعاق كردة فعل على حادثة تنمر تعرضت لها، لأثبت للجميع أن المعاق يمكن أن يعمل وينجح إذا حول هوايته لمشروع عمل".
وبحسب برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية في الأمم المتحدة 2021، وصلت نسبة ذوي الإعاقة في المفهوم الموسع للإعاقة في شمال غرب سورية إلى 28%، وعددهم 748473 فرداً منهم 5.48% من ذوي الإعاقات الشديدة، وعددهم 146486 فرداً.