معَ حلول العام الجديد، يعمد الائتلاف السوري المعارض والحكومة المؤقتة التابعة له إلى تجديد جوازات سفر السوريين منتهية الصلاحية في الخارج، من خلال وضع ملصقات قال إنها حظيت باعتراف دولي، فيما شككت مصادر أخرى في المعارضة في صحة الضمانات المقدمة وقانونيتها، محذرة من توريط المواطنين.
وقال سفير الائتلاف في الدوحة، نزار الحراكي، لـ"العربي الجديد" إن "هذه الملصقات باتت متوفرة لدى الائتلاف، وبدأ التعامل بها مع بداية هذا العام الجديد من خلال سفارة الائتلاف في الدوحة". أضاف أنه "تمت مراسلة جميع المنظمات الدولية ومجموعة كبيرة من الدول، ولم يعترض عليها أحد إلا كندا"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد عدد محدد من الملصقات، وسيتم استخدامها بحسب الحاجة".
وكان عضو المكتب القانوني في وزارة العدل التابع للحكومة السورية المؤقتة، القاضي ناصر حسن، قال إن تجديد جوازات سفر السوريين يتمّ من خلال مكاتب متخصصة تابعة للائتلاف والحكومة في تركيا وقطر وعدد من عواصم العالم مطلع عام 2015، مشيراً إلى أن الائتلاف حصل على أكثر من مليوني ملصق لتجديد جوازات سفر السوريين. وأوضح أنها صادرة عن الأمم المتحدة، وثمّة آلية لتوزيعها على الولايات التركية والدول المجاورة. كذلك، لفت إلى أن الأمم المتحدة لجأت إلى اعتماد هذه الملصقات خلال الحرب في أفغانستان، بعدما تعذّر على كثير من الأفغان المقيمين في الخارج تجديد جوازات سفرهم بسبب ظروف الحرب في بلدهم.
تابع حسن أن سعر الملصق هو 75 دولاراً، مؤكداً في الوقت نفسه أنها "ملصقات تجديد لجوازات السفر منتهية الصلاحية"، موضحاً أن "الائتلاف لن يُصدر جوازات سفر جديدة". أيضاً، لفت إلى أن "التعليمات التفصيلية لتجديد جوازات سفر السوريين عبر مكاتب الائتلاف والحكومة أصبحت متوفرة مع بداية هذا العام".
من جهتها، حذرت المستشارة الإعلامية في الائتلاف السوري المعارض، بهية مارديني، من التسرع في "توريط" حاملي الجوازات السورية في الخارج بهذه الملصقات، مطالبة "بالتأني، بسبب المخاطر القانونية والأمنية التي قد تنجم عنها، بخاصة في هذه الظروف، علماً أن التدقيق الدولي في المطارات والمراكز الحدودية بسبب شبهات الإرهاب قد يسبب إرباكاً للمواطنين السوريين".
في السياق، قالت مارديني لـ"العربي الجديد" إنه "في مثل هذه الظروف، لا تستطيع أي جهة أن تخوّل مهمة إصدار جوازات السفر وتجديدها من دون ضمانات أكيدة وإشراف مباشر على صحة تنفيذ الخطوات الإجرائية". تتساءل: "ما الذي يضمن لتلك الدول ألا تقوم جهة معارضة بمنح جوازات سفر لغير السوريين على سبيل المثال، بخاصة وأن مأساة اللقاحات ما زالت في الأذهان، وقد ضاعت الحقيقة ما بين شبهات الفساد وتبعات الإهمال".
وشددت على أن هذه القضية تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتأني، ولا يجب الاهتمام فقط بتوفير موارد مالية للائتلاف، بل تقديم خدمة حقيقية للسوريين في هذه الظروف الصعبة.
تابعت مارديني أن "وضع الملصق على جواز السفر سيفسده ويجعله غير صالح للاستخدام". وخلصت إلى هذه النتيجة بعد مشاورات مع عدد من الدبلوماسيين الأجانب. وشددت على أنه "ليس للأمم المتحدة أية علاقة بهذا الموضوع، لا من قريب أو بعيد، وهذا الأمر يحتاج إلى قرار أممي أو من مجلس الأمن يكون بمثابة اعتراف دولي".
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الداخلية أنها بصدد العمل على تجهيز نظام لحجز جوازات السفر من المنزل عن طريق شبكة الإنترنت. وقال وزير الداخلية محمد الشعار، أثناء رده على أسئلة أعضاء البرلمان، إنه "من المقرر استئجار مقر جديد من المؤسسة العامة الاستهلاكية وتجهيزه بأحدث التقنيات، على أن يتم العمل فيه وفق نظام النافذة الواحدة لإصدار جوازات السفر، ويشمل مراكز دمشق وريفها وفلسطين". وأشار إلى أن "العمل بهذا النظام الجديد سيتم في الظروف المناسبة"، لافتاً إلى أن "المراكز الحالية تعمل حتى منتصف الليل، لتخفيف عملية الازدحام الناتجة عن الطلبات الكثيرة للحصول على جوازات سفر".
أخيراً، ذكرت إدارة الهجرة والجوازات أن "عدد طلبات الحصول على جوازات سفر في دمشق بلغ نحو ألف طلب يومياً، منهم 400 طلب من الشباب بين سن 18 و30 عاماً، أي في سن الخدمة الإلزامية في الجيش. ويحاول كثير من الشباب مغادرة البلاد بأي طريقة، تفادياً للالتحاق بالجيش، بخاصة إذا كانوا في سن الخدمة الإلزامية (بين عامي 22 و42).