وأشاد بموقف جمهورية الهند إزاء قضية الصحراء المتنازع حولها بين المملكة وجبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال أقاليم الصحراء عن المغرب، معربا عن أسفه من مواقف بلدان أخرى اختارت بحسبه تبني "أطروحات متجاوزة".
وقال العاهل المغربي، اليوم الخميس في خطاب ألقاه في القمة الثالثة لمنتدى الهند إفريقيا، الذي تحتضنه نيودلهي ويحضره زهاء 54 زعيما ورئيسا من القارة الإفريقية إلى جانب الحكومة الهندية، إن الهند أبانت عن موقف بنّاء من الصحراء، بدعمها مسار الأمم المتحدة لحل النزاع المفتعل".
وبين الملك محمد السادس أن "التعاون جنوب-جنوب، ليس مجرد شعار أو ترف سياسي، بل هو ضرورة ملحة تفرضها حدة وحجم التحديات التي تواجه بلداننا، بحيث لا يمكن معها الاعتماد على أشكال التعاون التقليدية، التي أصبحت غير قادرة على الاستجابة للحاجيات المتزايدة لشعوبنا".
واغتنم العاهل المغربي فرصة تواجده بالقمة الإفريقية الهندية ليدعو دول القارة السمراء إلى "اعتماد مقاربة شمولية تقوم على إرساء تعاون وثيق مع الهند"، بالنظر لتداخل التحديات التنموية، والتهديدات الإرهابية غير المسبوقة، مبرزا أن "الأمن والاستقرار هما عماد التنمية، وبدونهما لن تتمكن دولنا من النهوض بأوضاعها الاجتماعية ومبادراتها التنموية".
ودعا دول الجنوب إلى وضع ثقتها في دول الجنوب، واستثمار ثرواتها ومؤهلاتها في خدمة التقدم المشترك لشعوبها من أجل اللحاق بالدول الصاعدة، وقال "سبق أن طالبنا إفريقيا بوضع ثقتها في إفريقيا. واليوم، ندعو دول الجنوب لوضع ثقتها في دول الجنوب، واستثمار ثرواتها ومؤهلاتها في خدمة التقدم المشترك لشعوبها من أجل اللحاق بالدول الصاعدة".
ولم يفت العاهل المغربي أن يبدي إعجابه بتجربة الهند في تطوير نموذج تنموي رائد، مكّنها من الارتقاء إلى مصاف القوى الصاعدة، مشيرا إلى أن ما يؤهل الهند لهذه المكانة هو ما تتميز به سياستها الخارجية من اتزان ومسؤولية، في احترام الشرعية الدولية، والوحدة الترابية للدول، والدفاع عن مصالح الدول النامية وقضاياها العادلة.
اقرأ أيضا: المغرب يضخ دماء جديدة في السلك الدبلوماسي