أحالت مليشيا الحوثيين أحد عشر صحافياً من مناهضي الانقلاب والمختطفين لديها منذ ثلاثة أشهر ونصف إلى قسم مكافحة الإرهاب. وكشف المحامي في "منظمة هود لحقوق الانسان" عبد الرحمن برمان أن الصحافيين الذين كان اختطافهم مثار غضب المنظمات الصحافية الدولية والعربية كانوا معتقلين في قسم شرطة شمال العاصمة، حيث معقل قيادات الجماعة، وتم إحالتهم يوم أمس إلى قسم مكافحة الإرهاب في إدارة البحث الجنائي.
في السياق، ذكر محمد المقالح؛ وهو صحافي وعضو اللجنة الثورية العليا (لجنة حوثية تقوم بتصريف أعمال الحكومة) على صفحته في فيسبوك أنه، وعقب ضغوطات معينة، تواصل مع أسرة الصحافي المختطف الثاني عشر "جلال الشرعبي" الذي كان أيضاً يعمل مسؤولاً إعلامياً في السفارة السعودية في صنعاء، ليقدم بعدها على التوسط لدى الجماعة من أجل إطلاق سراحه. وأضاف المقالح أن الشرعبي معتقل لدى "الأمن القومي" الذي يسيطر الحوثيون عليه لتخبره قيادته أنه معتقل لديهم ومتورط في قضايا تمسّ أمن الدولة.
وقد أثارت قضية إحالة الصحافيين إلى أخطر الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين انتقادات عامة الصحافيين والمثقفين اليمنيين، والذين أجمعوا على أن تلك الممارسات تهدف إلى إرهاب بقية الصحافيين، واستخدام أقسى أنواع العنف النفسي لثنيهم عن رسالتهم.
وذكّر وزير الثقافة السابق خالد الرويشان، مسؤول الجماعة محمد المقالح بمواقفه الأخيرة ومبادئه حول عظم هذه الجريمة حينما اعتقله نظام المخلوع علي عبد الله صالح، حليف الحوثيين القوي اليوم، قبل سبع سنوات.
وأضاف الرويشان في صفحته على "فيسبوك" مخاطباً المقالح "لم أتخيّل يوماً أنك وبعد تجربة اختطافك كصحافي يمكن أن تصمت على اختطاف صحافي آخر، أما وقد أصبحتَ صاحب سلطة وقرار اليوم - بغضّ النظر عن شرعيته - فإن صمتك يصبح خيانة! خيانة ضد زملاء لك صحافيين أو سياسيين تمّ اختطافهم في عهدك الميمون". وقال: "لا يمكن أن يصبح المُختَطَف مختطِفاً.. بين عشية وضحاها".
اقرأ أيضاً: "واتساب" يتحدى قمع الحوثيين
وأضاف الرويشان في صفحته على "فيسبوك" مخاطباً المقالح "لم أتخيّل يوماً أنك وبعد تجربة اختطافك كصحافي يمكن أن تصمت على اختطاف صحافي آخر، أما وقد أصبحتَ صاحب سلطة وقرار اليوم - بغضّ النظر عن شرعيته - فإن صمتك يصبح خيانة! خيانة ضد زملاء لك صحافيين أو سياسيين تمّ اختطافهم في عهدك الميمون". وقال: "لا يمكن أن يصبح المُختَطَف مختطِفاً.. بين عشية وضحاها".
اقرأ أيضاً: "واتساب" يتحدى قمع الحوثيين
من ناحيته، أشار الصحافي عبد الله الثلايا، في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن تلك الممارسات الخطرة ليست جديدة على المليشيا التي ألهمها الفكرة الشيطانية نظام السيسي، وهو أكبر الأنظمة الانقلابية العربية المسلحة حين اعتقل صحافيي الجزيرة، وكبار السجناء السياسيين بتهم مشابهة بعد نجاح انقلابه على السلطة التنفيذية والتأثير على السلطة القضائية.
وذكّر الثلايا بقضايا يمنية مشابهة في عهد صالح حينما أقدم على إلباس تهم الإرهاب مرات عدة ضد الصحافي الحوثي عبد الكريم الخيواني، والذي اتُهم صالح بمقتله في شهر مارس/آذار الماضي، وكذلك الإرهاب القاعدي ضد الصحافي عبد الإله شايع ليتم سجنه طويلاً ومنعه من الكتابة طوال عمره.
وذكّر الثلايا بقضايا يمنية مشابهة في عهد صالح حينما أقدم على إلباس تهم الإرهاب مرات عدة ضد الصحافي الحوثي عبد الكريم الخيواني، والذي اتُهم صالح بمقتله في شهر مارس/آذار الماضي، وكذلك الإرهاب القاعدي ضد الصحافي عبد الإله شايع ليتم سجنه طويلاً ومنعه من الكتابة طوال عمره.
وناشد الاتحاد الدولي للصحافيين و35 منظمة إعلامية وحقوقية دولية مجلس الأمن الدولي بالتدخل لحماية الصحافيين اليمنيين من الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرضون لها في الصراع الدائر في اليمن. وشددت رسالة المنظمات الدولية الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي على ضرورة اتخاذ المجلس إجراءات حاسمة لحماية الصحافيين الذين يعملون أثناء الصراع في اليمن، مشيراً إلى أنه قتل ثمانية صحافيين وإعلاميين منذ بداية عام 2015، في حين لا يزال 12 صحافياً معتقلين في اليمن بحسب تقارير نقابة الصحافيين اليمنيين.
يُشار إلى أنّ الحريات الإعلامية تعيش أسوأ مراحلها في التاريخ اليمني الحديث منذ اجتياح جماعة الحوثي العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي.
اقرأ أيضاً: حرب الحوثيين المستمرّة ضد الصحافة
اقرأ أيضاً: حرب الحوثيين المستمرّة ضد الصحافة