وتظهر مقاطع الفيديو عددًا من المواطنين وقد تمّ صفهم إلى الحائط، بينهم رجال مسنون ومراهقون، بينما يحمل أحد أفراد العشيرة عصا غليظة ويحقق معهم بتهمة مبايعة زعيم تنظيم "داعش" خلال وجود التنظيم في تلك المناطق، قبل أن يأمرهم بالنباح مثل الكلاب، ثم تقليد أصوات حيوانات أخرى؛ كالمواء والرغاء والنهيق، فيما يتعرض بعضهم للضرب عندما يرفض تنفيذ الأمر.
وينشر "العربي الجديد" الفيديو، المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقاً مع التقرير، غير أنّه يلفت النظر إلى المشاهد المهينة والقاسية لهذه الانتهاكات.
وقد أكّد مسؤول عراقي عسكري في الفرقة 16 بالجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، أن التسجيل صحيح، وتم تسريبه من أحد أبناء العشيرة المعترضين على تلك الانتهاكات، مبينًا أن "الجناة سنة، والمجني عليهم سنة أيضًا، لكن هناك ضغائن وثارات قديمة"، وفقًا لقوله. وأضاف أن "انتهاكات قوات العشائر زادت كثيرًا، ومن غير المعقول تناول الإعلام انتهاكات المليشيات وترك العشائر على اعتبار أنهم من الطائفة نفسها".
ويظهر في أحد مقاطع الفيديو شخص يتحدث قائلًا: "هذا المقطع إهداء للشاعر فاضل الشمري، هؤلاء كلاب أبو بكر البغدادي"، ثم يبدأ بتلاوة شعر نبطي، ويطلب من المعتقلين النباح مع كل نهاية بيت شعري، ثم يأمرهم بتقليد أصوات الخراف.
وقال أحد وجهاء عشيرة شمر العراقية، ويدعى محمد مضعن الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "لهجة الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو تؤكد أنهم منا، وزعماء شمر لن يرضوا بذلك بالتأكيد"، مشيرًا إلى أن "قوات عشيرة شمر خلقت بالأساس للدفاع عن النفس وصد (داعش)، لا من أجل الاعتداء على الآخرين بشكل لا يقبله عربي حر أصيل".
واستدرك قائلًا: "بصراحة من عاشر القوم أربعين يومًا صار منهم؛ وهذه من تصرفات مليشيات مجاورة، لكن نتعهد بفتح تحقيق في الموضوع".
وفي مقابل ذلك، أكد مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، أن "مليشيا عشيرة شمر تورطت بعمليات إعدام لمواطنين من أبناء جلدتهم، واستغلت الحالة المرتبكة بالموصل وضواحيها لتصفية مشاكل عشائرية وثارات قديمة مع عشائر أخرى، مثل عنزة وجبور والحمدان والعكيدات".
وتتمتع العشيرة، التي شكلت مليشيا خاصة بها تتألف من مئات المقاتلين، جميعهم من العشيرة نفسها، بعلاقات قوية مع حكومة بغداد وقيادة مليشيا "الحشد الشعبي"، فقد تم شمولها بمرتبات الحكومة لأفراد مليشيات الحشد، فضلًا عن تلقيها مساعدات من زعماء العشيرة وتجارها المقيمين في السعودية والإمارات.