"إنا سمعنا أختنا قولاً عجاب، قالوا كلاماً لا يسر عن الحجاب، قالوا ظلاماً حالكاً بين الثياب، قالوا خياماً علقت فوق الرقاب"، بهذه الكلمات ردت إحدى الناشطات على دعوة لخلع الحجاب في مدينة الألف مئذنة، بعد الدعوات لمليونيّة في ميدان التحرير لخلع الحجاب.
فالدعوة التي أطلقها الكاتب شريف الشوباشي، ووافقه البعض ممن ينحون نحوه "علشان نغيظ الإخوان"، فجّرت جدلاً كبيراً وغضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مدعومة بوسم #مليونية_خلع_الحجاب.
ففي الألفية الثالثة، تقمّص الشوباشي روح قاسم أمين، واعتبر دعوته ثورة جديدة لا تقل عن ثورة 25 يناير، ولذلك دعا لها بميدان التحرير، الميدان الذي ارتبط بالثورة. وفي تصريحات صحافية له، اعتبر الحجاب مرتبطًا بالإسلام السياسي، و"يجب على الدولة محاربته كما تحارب الإرهاب".
ولم يكتفِ بدعوته، بل زاد الطين بلة، وقال في أحد لقاءاته التلفزيونية إن "99 بالمئة من العاهرات في مصر، محجبات". هذا التصريح، فتح عليه نيران الهجوم، لأنه قرن بين الحجاب والدعارة، وهو ما رفضته الأغلبية.
"يا نهار أسود ويا ليلة سودا"، هكذا وصف جابر القرموطي دعوة الشوباشي على قناة ontv، وهاجمه قائلاً: "أنت مالك بالحجاب"، ووصف دعوته بغير العاقلة وغير المقدرة لظروف البلد، وما تمرّ به من تفجيرات وقتل في مختلف الأماكن، منتقداً حال من زعم أنهم من "المفكرين الذين وصل بأحدهم لإطلاق مثل هذه الدعوة".
أما الإعلامي محمود سعد على قناة "النهار"، فكان تعليقه "ارحمونا كفاية شتّتوا الناس". وأشار سعد إلى كذب دعوى توحد المجتمع، قائلاً: "تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى". كما دعا لمتابعة حال المجتمع للتأكيد على حالة الانقسام والتشرذم الذي يشهده.
وانتقد بدوره، "الأمور العجيبة التي ضيّعت الناس مؤخرًا، مثل ظاهرة حرق الكتب لنفاجأ بدعوة خلع الحجاب"، مشيرًا إلى جهل مطلقها بفقه الأولويات والتركيز على المهم، في بلد تحتاج إلى البناء، و"ليس دعاوى الفرقة والتشتت"، حسب وصفه.
اقرأ أيضاً: مباراة الجيش والشرطة في المنوفية... والنهائي مع "بيت المقدس"
اقرأ أيضاً: مباراة الجيش والشرطة في المنوفية... والنهائي مع "بيت المقدس"
أما رانيا بدوي على قناة "أوربيت"، فرأت أنّ الدعوة تصب في حالة "الإلهاء" التي تتم للمصريين عن عمد من قبل أحد الأطراف، وأنه ليس من الأولويات والأمور المهمة للوطن أن يهاجم أحد "المثقفين" الحجاب. فالشعب، من وجهة نظر بدوي، أصبح يفكر في قضايا "تافهة"، وليس من المنطقي أن يدعو أحدهم إلى مليونية عن الحجاب، بينما نسبة كبيرة من الشعب تحت خط الفقر، والأوضاع الاقتصادية منهارة، ورأت أن الدعوة جاءت في توقيت الدولة أحوج فيه إلى التركيز على أمور أهم، مثل الدعوة للعمل "ولكننا للأسف دولة بلا أولويات وبلا أجندة واضحة".
على مواقع التواصل، ساد الجدل بين المؤيدين والمعارضين، ليتحوّل فيما بعد إلى حفلات شتائم بين الطرفين. واعتبر البعض أنها حرب على الإسلام والتدين، مغلفة بكونها حربًا على "الإخوان" والإسلام السياسي.
اقرأ أيضاً: باسم يوسف: الجيش المصري يقاتل في اليمن مع الإخوان
اقرأ أيضاً: باسم يوسف: الجيش المصري يقاتل في اليمن مع الإخوان
والملاحظ تفاعل الناشطين والمغردين العرب بقوة ضد الدعوة، فالباحث والإعلامي السعودي عصام مدير سخر قائلاً: "أنصار السيسي والانقلاب يعلنون عن #مليونية_خلع_الحجاب "نكايةً في الإخوان" و"المفاهيم الوهابية"... بتمويل خليجي وهابي". وعلق د. محسن المطيري قائلاً: "#مليونية_خلع_الحجاب، مصر تنحدر في طريق مخيف تحت السيسي.. حرب على الحجاب، وإحراق للكتب الدينية، وكلها باسم حرب الإخوان".
الصحافية نادية أبو المجد تساءلت: "مظاهرة خلع الحجاب اللي بيدعو لها شريف الشوباشي واخدة تصريح، ولا دي تبع ثورة التنوير والإسلام الوسطي الجميل وحرق الكتب في مصر بعد الانقلاب وكده". وقالت منى: "لماذا المرأة اليهودية والمسيحية والبوذية والهندوسية.. لا يذكرها أحد؟ فقط الجدال حول المسلمة".
وبالغ البعض، فقالت إحدى الناشطات: "يقولك خلع الحجاب صفعة للإخوان، وأنا رأيي بدل ما تخلعي الحجاب وتبقى صفعة للإخوان، اخلعي كله، ويبقى القلم قلمين، من حفر حفرة لأخيه تزحلق فيها؟".
أول تغريدة تم تسجيلها في #مليونية_خلع_الحجاب للمغرد @top_ksa_ pic.twitter.com/VapV3tMPQQ
— تويتر الآن (@TwitAlaan) April 16, 2015