مناخ الحرب يضرب الليرة السورية ويزيد مشتريات الذهب

11 ابريل 2018
العملة السورية مرشحة لتدهور كبير (فرانس برس)
+ الخط -

تراجعت الليرة السورية، اليوم الأربعاء، بنحو 60 ليرة أمام الدولار، بسبب استمرار مخاوف السوريين من ضربة عسكرية تقودها الولايات المتحدة، إثر ضرب نظام بشار الأسد مدينة دوما في غوطة دمشق بالأسلحة الكيميائية، الأسبوع الفائت.

انعكس المناخ المستجد على سعر صرف الليرة التي تشهد "تهاوياً" اليوم، بعد أن تحسنت الأسبوع الماضي وبلغت 420 ليرة للدولار الواحد.

ويقول المحلل الاقتصادي علي الشامي، لـ"العربي الجديد"، إنه بعد أن شهدت الليرة السورية تحسناً كبيراً خلال الشهرين الأخيرين، كان أهمها قبل أسبوعين بعد دخول جيش بشار الأسد إلى غوطة دمشق، عاودت اليوم التراجع الشديد بفعل المخاوف من حرب تشنها الولايات المتحدة رداً على ضربة دوما بالغازات السامة واستخدام روسيا، ليل أمس، الفيتو للمرة الـ12 منذ اندلاع الثورة السورية.

وحول أسباب تحسن الليرة السورية خلال الشهرين الماضيين، يضيف المحلل السوري أن هناك جملة من الأسباب، أهمها المناخ الأمني الذي انعكس على دمشق بعد دخول جيش الأسد للغوطة، ما انعكس تفاؤلاً في الأسواق، وسط أحاديث عن استثمارات ونشاط اقتصادي، ليزيد المعروض النقدي الدولاري إثر تحسن الليرة وبدء بيع بعض المكتنزين نتيجة المخاوف من استمرار تحسن سعر الليرة.



وترافق ذلك مع زيادة الحوالات الخارجية، خصوصاً عبر المصارف والأقنية الرسمية، باعتبار أن سعر الحوالات أعلى من السوق السوداء.

لكن زيادة التوتر السياسي الدولي وترجيح كثير من المراقبين توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، أعادا المخاوف إلى السوق السورية، فتراجعت الليرة السورية خلال الأيام الثلاثة الفائتة أكثر من 80 ليرة أمام الدولار.

وتؤكد مصادر من العاصمة السورية أن السوق السوداء تشهد ترقباً شديداً مع مخاوف من تراجع سعر الليرة السورية، وتضيف: "هناك إقبال شديد على شراء العملات الأجنبية والذهب".

وتضيف المصادر لـ"العربي الجديد"، أن القوات الأمنية شددت الرقابة على أهم سوق للعملات بدمشق (منطقتي المرجة والحريقة)، اليوم الأربعاء، "لكن البيع والشراء يتم عبر سماسرة موزعين قرب نصب عمود المرجة التذكاري، ومعظم الصرافين يمارسون عملهم بخوف وفي طوابق في مبنى الفيحاء المركزي وليس في محالهم".

وأشارت المصادر إلى أن السوق السورية تعج بالشائعات اليوم، منها أن نظام بشار الأسد طبع ورقة نقدية جديدة من فئة 5 آلاف ليرة، وأن الليرة السورية ستتهاوى إن وجهت واشنطن ضربة إلى أماكن في دمشق وليس إلى المطارات كما في السابق، ما خلق "فوضى" وإقبالا شديدا على شراء الذهب خصوصا.

وكشفت المصادر أن المصرف المركزي في دمشق أصدر بياناً، نشره أمس الثلاثاء، طلب بموجبه عدم الخوف والانصياع لما سمّاها شائعات، وقال: "يُرجى من جميع المواطنين ومختلف فعاليات الاقتصاد السوري، توخي الدقة وعدم تصديق أي خبر إلا إذا كان صادراً عن المصرف المركزي، وسيتم في الأشهر القادمة الإعلان عما تم تحقيقه من مختلف الأهداف الاقتصادية".

وبيّنت المصادر أن سوق الذهب يشهد نشاطاً منذ أسبوع، هو الأكثر منذ عام 2011، حيث ارتفعت مبيعات الذهب يومياً على رغم ارتفاع سعر غرام الذهب، اليوم الأربعاء، بنحو 400 ليرة للغرام الواحد، ليبلغ سعر الغرام عيار 21 قيراطا 16800 ليرة، وسعر الغرام عيار 18، 14499 ليرة سورية.

ورفع سعر صرف الدولار من 430 ليرة لدى الصاغة الأسبوع الماضي إلى 460 ليرة، صباح اليوم الأربعاء، ثم إلى 500 ليرة بعد الظهر.