يُعتبر منتخب غانا من المنتخبات الأفريقية الصاعدة إلى كأس العالم حديثاً، كما أنه الأفريقي الوحيد الذي حقق نتائج لافتة في البطولة العالمية الأضخم، وذلك لأن غانا شاركت في المونديال في مناسبتين، ومنذ ظهورها الأول قدمت عرضاً طيباً وصلت به إلى الدور الثاني، لتخسر أمام بطل العالم خمس مرات المنتخب البرازيلي.
لمحة تاريخية
تميز هذا المنتخب الأفريقي بإصرار كبير تخطى إمكانياته لأن مشاركته الثانية كانت تاريخية وكادت أن تكون عالمية لولا أهدار أسمواه جيان ركلة جزاء في الثواني الأخيرة أمام الأوروغواي، لو دخلت المرمى لكانت غانا دخلت التاريخ ووصلت إلى النصف النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الأفريقية.
وكان مشوار غانا في كأس العالم 2010، مُميزاً جداً حيث تمكنت من بلوغ الدور الثاني في المشاركة المونديالية الثانية فقط، لتلعب مع المنتخب الأميركي وتقصيه بعد التمديد لوقت إضافي (2 – 1)، في مباراة مجنونة وتاريخية لن تنساها غانا أبداً، لتصل إلى الربع النهائي وتخسر أمام الأوروغواي بركلات الترجيح (5 – 3).
وكانت رحلة التأهل إلى مونديال البرازيل ممتازة، بعد أن تصدرت المجموعة الأفريقية الرابعة برصيد 15 نقطة من خمسة انتصارات وخسارة وحيدة، لتتأهل وتلعب مع مصر المباراة الفاصلة المؤهلة إلى كأس العالم 2014، وإذ بها تكتسح المنتخب المصري ذهاباً (6 – 1)، لتقضي على أماله تماماً بالرغم من خسارتها المعنوية إياباً (2 – 1)، لتصل إلى المونديال البرازيلي بقوة.
تكتيك المدرب كويسي أبياه
يعتبر كويسي أبياه مدرباً صاعداً في أروقة كرة القدم، ورغم أنه يفتقد للخبرة الكافية يعتقد الشعب الغاني أنه الرجل المناسب في المكان الأنسب، وأنه قادر على قيادة غانا تكتيكياً بشكل مميز، وتكرار صورة المنتخب القوي الذي وصل إلى ربع نهائي البطولة في نسختها الـ 19 في العام 2010.
وأبرز ما جعل أبياه مدرباً للمنتخب الغاني هو الخبرة التي اكتسبها عندما كان مساعد مدرب للفرنسي كلود روي والصربيين ميلوفان راييفاتش وجوران ستيفانوفيتش، ليكسب خبرة لا مثيل لها من مدربين لهم شأن كبير في عالم كرة القدم.
ويعشق المدرب الغاني الخطة التكتيكية المعتمدة في أرسنال الإنجليزي ويجدها المثلى في منتخب غانا في المونديال البرازيلي، ولعب أبياه في كثير من المناسبات في خطة (4-4-2)، التي لم يلعب فيها المنتخب منذ مدة طويلة، واستعملها أمام المنتخب المصري في المباراة الفاصلة ونجح اللاعبون في تطبيقها.
وسوف يواجه أبياه تحدياً كبيراً في المونديال البرازيلي من أجل إثبات قدراته التدريبية، لكنه برهن في المباريات القوية أنه يملك خططاً تكتيكية وحنكة يعرف اين يوظفها على أرض الملعب ويمنحها للمنتخب، من أجل مفاجأة الخصم مهما كان حجمه على أرض الملعب.
ولم يُغير أبياه في الخطة التي اعتمدها المدرب السابق صاحب الإنجاز التاريخي في مونديال 2010، ميلوفان راييفاتش حيثُ الاعتماد على (4-2-3-1)، التي يتم تغييرها أحياناً إلى (4-4-2)، لتتغير مهمة المهاجم الأول من مساند لخط الوسط في الخطة الأولى إلى مهاجم صريح في الثانية.
أبرز نجوم غانا
مما لا شك فيه أن غانا منتخب أفريقي يملك الكثير من النجوم في عالم كرة القدم المحلية والعالمية ويأتي في مقدمهم كيفين برينس بواتينج، الذي اعتزل دولياً في وقت سابق لكنه عاد مع "النجوم السوداء"، وكان من بين العناصر التي ساعدت غانا للوصول إلى المونديال البرازيلي.
يُضاف إلى بواتينج، لاعبون من الطراز الرفيع أمثال مايكل إيسيان وسولي مونتاري، اللذين لن يتساهلا أبداً في قيادة خط وسط غانا في البرازيل، ويدخل لائحة النجوم أيضاً أندرو أيوه وكوادو أسامواه، أما في الخط الهجومي فمن أفضل من أسمواه جيان نجم العين الإماراتي، الذي سيلعب دوراً بارزاً في تحقيق نتائج طيبة.
نقاط قوة وضعف غانا
تملك غانا خط وسط قوياً ورائعاً بالإضافة إلى قدرتها التهديفية الرائعة والتي بدت معالمها واضحة في التصفيات الأفريقية من خلال معدل تهديفي بحوالي ثلاثة أهداف كل مباراة.
لكن المشكلة تظهر في الخط الدفاعي الذي تعرض لهزات كبيرة ولولا توفر هجوم يعوض كل خطأ دفاعي، لكانت غانا ربما خارج المونديال اليوم، واهتزت شباك المنتخب الغاني إما بسبب وجود حارس مرمى ضعيف نسبياً، أو نظراً لقلة الخبرة في الخط الخلفي.
تشكيلة منتخب غانا
- حراسة المرمى: أدام كواراساي، فاتايو دودا، ستيفان أدامس.
- المدافعون: صامويل إينكوم، دانييل أوباري، هاريسون أفول، جون بوي، جوناثان منساح، رشد صوماليا.
- لاعبو خط الوسط: مايكل إيسيان، سولي مونتاري، محمد رابيو، كوادو أسامواه، إيمانويل أجييمانج بادو، أفرييي أكوا، كريستيان أتسو، ألبيرت أدوما، أندري أيوه، مبارك واكاسو.
- المهاجمون: أسامواه جيان، كيفين برينس بواتينج، عبد المجيد واريس، جوردن أيوه.