مهما كان المنزل جميلاً من حيث التفاصيل التي فيه، تبقى مساحته مشكلة يصعب تخطيها أحياناً. لكن، إذا كانت مساحة المنزل الذي تختارونه ضيقة، ثمة خطوات عدة يمكن القيام بها لتخطي هذا العائق، ولجعل المنزل يبدو أكثر اتساعاً.
بحسب مهندسة الديكور آية قمر الدين، في الشقق القليلة المساحة تبدو البساطة في الديكور الحل الأمثل الذي يساعد على جعلها تبدو أكبر مساحةً. في الشقق التي تبدو ضيقة والتي قد يختارها كثيرون حالياً، ثمة سر يجعلها تبدو أكثر اتساعاً.
بالدرجة الأولى، بحسب قمر الدين، يجب التخفيف من الأثاث، فبقدر ما نخفف منه في المنزل تبدو مساحته أكبر، ويكون ذلك أفضل، لأن المبالغة غير محبذة مطلقاً، لا في العدد ولا في الأسلوب. في مساحة صغيرة، لا يمكن وضع خزانة ضخمة في الزاوية بشكل يضيّق المكان أكثر بعد. "بهذه الطريقة، بدلاً من أن نرى مساحة واسعة كبيرة في مستوى النظر، نكون قد وضعنا ما يعيق الرؤية ويضيّق المكان. من هنا تأتي أهمية ترك مساحات فارغة على مستوى النظر ليبدو المكان أكثر اتساعاً".
التخفيف من الأثاث في المساحات الضيقة (Getty)
كما تشدد قمر الدين على أهمية استخدام الأثاث الصغير الحجم، من الكراسي والمقاعد الصغيرة الحجم التي لا تشكل عوائق وتترك المجال مفتوحاً للمرور إلى جانبها وللنظر أيضاً. ويفضل دائماً ألا تكون ضخمة وألا تتميز بسماكة زائدة. نظراً إلى ضيق المساحة، لا يمكن وضع المزيد من العوائق للنظر لأنها ستبدو عندها أصغر. فلا توضع مطلقاً في صالون صغير الحجم مكتبة كبيرة وأثاث ضخم أو مرتفع المستوى، وهذه من الأخطاء التي يقع فيها البعض.
في المقابل، تنصح قمر الدين باستخدام المقاعد الصغيرة الحجم. وتشير إلى أنه في مقابل التقليل من الأثاث المستخدم، ينصح بالتركيز على ما يمكن أن يكون متعدد الاستعمالات، فهذا مطلوب بشكل خاص في منزل ضيق المساحة. لكن لا تمانع قمر الدين باختيار قطعة واحدة ضخمة من الأثاث عند الرغبة، شرط أن يكون باقي الأثاث صغيراً وبسيطاً.
أما النقوش المعتمدة للأثاث في منزل صغير المساحة فكبيرة دائماً، على ألا تكون متكررة جداً في القطعة، لتتناغم مع المبدأ الأساسي باختيار ما يوحي بمساحة أكبر. تعطي قمر الدين اختيارين في حال وجود شقة صغيرة المساحة من حيث التصميم الأساسي، فإما أن يترك كما كان بمدخل ثم صالون يليه قسم آخر منعزل فيه الغرف من جهة والمطبخ من جهة ثانية، أو يمكن العمل على التوسيع أكثر بتقطيع مختلف وفق الطراز الأميركي البعيد عن التقسيم العربي التقليدي للمنازل الذي يترك المجال للنظر في مساحات مفتوحة بعضها على بعض. لكن، في كل الحالات، يجب الاستفادة من كل زاوية وموضع في المنزل من حيث التصميم المعتمد فيه.
التوسيع أكثر بتقطيع مختلف وفق الطراز الأميركي (Getty)
تقترح قمر الدين حلولاً وحيلاً إضافية؛ ففي منزل ذي مساحة ضيقة، توحي السجادة الكبيرة بأن المساحة أكبر بعكس ما يعتقد كثيرون. أما إذا كانت السجادة صغيرة فتوحي بأن الغرفة أصغر حجماً مما هي عليه. كذلك، يمكن اعتماد السرير الذي يحفظ في الحائط نهاراً ويفتح ليلاً، ويمكن حتى أن تكون الغرفة كاملة قابلة للتحول لغرفة جلوس. وتنصح بتعدد المستويات في المنزل بين غرفة وأخرى، وحتى ضمن الغرفة الواحدة؛ فهذا يضفي إحساساً بمساحة أكبر. فقد يكون السرير في الغرفة في مستوى أعلى مثلاً. يجب إبعاد الأثاث عن الحائط، لأن هذا عنصر إيجابي أيضاً ليوحي بمساحة إضافية. كما يمكن اختيار طاولة غرفة طعام قابلة للفتح لكسب مساحة إضافية عندما لا تستخدم كاملة.
الاستفادة من كل متر في المنزل (Getty)
ويجب عدم المبالغة في تزيين الجدران في منزل مساحته صغيرة، لأن ذلك ينعكس سلباً على المساحة. بل يمكن اختيار أكسسوارات صغيرة الحجم مثلاً. وفي حال اضطر أصحاب المنزل إلى تقسيم الصالون مثلاً وفصله عن غرفة الجلوس، وعلى الرغم من أن قمر الدين لا تحبذ ذلك، فمن المهم ألا يكون الفاصل ضخماً أو بشكل حائط أو عائق ثابت خشبي مثلاً. ففي هذه الحالة يفضل أن يكون الفاصل متحركاً كالباب المنزلق، أو أن يكون عبارة عن زجاج فاصل شفاف أو فاصل معدني.