من أتى أولًا، الدجاجة أم البيضة!
تعتبر هذه المعضلة السببية من أكثر الأسئلة الجدلية التي طرحت عبر العصور، ويبدو أنه اقترح للمرة الأولى من قبل فلاسفة اليونان لمناقشة فكر المسبب والنتيجة، إلا أن الجواب الغريب يكمن على ما يبدو في فيزياء الكم.
وأظهر فريق من علماء الفيزياء في جامعة كوينزلاند ومعهد نيل، أن كلًا من الدجاجة والبيضة قد يكونان البداية، حيث قالت الدكتورة جاكي روميرو: "لا يرتبط السبب والنتيجة في فيزياء الكم بالشكل الذي نألفه، أي أن السبب لا يفضي بالضرورة إلى النتيجة"، وفقًا لموقع "فوكس نيوز".
وأوضحت الدكتورة روميرو أن غرابة فيزياء الكم تكمن في أن الأحداث يمكن أن تحدث من دون ترتيب معين، وقالت "خذ على سبيل المثال رحلتك اليومية بالعمل، أنت يمكن أن تذهب بالحافلة أولًا ثم تستقل القطار أو بالعكس، أي أن كلًا من الأمرين يمكن أن يحدث أولًا، وهذا هو حال البيضة والدجاجة".
ويطلق على هذا الأمر اسم "النظام السببي غير المحدد"، وهو ليس شيئًا يمكننا ملاحظته في الحياة اليومية، إلا أن العلماء استخدموا جهازًا يعرف باسم "المفتاح الكمومي الضوئي" لرصده في المختبر، وقال الدكتور فابيو كوستا من جامعة كوينزلاند: "تمكنا من إثبات عدم وجود ترتيب للتحولات التي تطرأ على أشكال الضوء، من خلال قياس استقطابه عند مخرج الجهاز".
تحليلات سابقة للعلماء
من الواضح أن نتائج هذه الدراسة الأولية تعتمد على فيزياء الكم في مناقشة معضلة البيضة والدجاجة، إلا أن عددًا آخر من العلماء زعموا أن الدجاجة جاءت أولًا بالاعتماد على أسس أخرى.
واستخدم علماء بريطانيون عام 2010 حاسوبًا فائقًا لفحص قشرة البيضة، وتمكنوا من تحديد الدور الحيوي للبروتين أوفوسليدين-17، المسؤول عن تشكل البيضة، فاكتشفوا أنه غير موجود سوى في مبيض الدجاجة، فاستنتجوا أن الأسبقية للأخيرة.
وقال الدكتور كولين فريمان من جامعة شيفيلد، والذي عمل مع زملائه في جامعة وارويك: "لطالما اشتبهنا أن البيضة جاءت أولًا، إلا أن الدليل العلمي اليوم ينفي ذلك"، وفقًا لموقع "ميترو".
وتعتبر أول دجاجة في التاريخ ناتجة من طفرة وراثية حدثت على مستوى بويضة ملقحة لزوجين من كائنات تشبه الدجاج، وأكدت بعض الدراسات أن البيض الملقح ظهر منذ ما يقارب 340 مليون سنة، في حين تطور الدجاج قبل حوالي 58 ألف سنة، لذا رجح أتباع هذه النظرية أن البيضة جاءت أولًا.