يثير حاليا برنامج "الراقصة" على قناة "القاهرة والناس" جدلا كبيرا بين مؤيّديه ومعارضيه. واستطراداً بين من يعتبرون الرقص "فنّاً" شرقياً ومن يعتبرونه ابتذالاً علنياً. وهذا الأمر أعاد إلى الواجهة إشكالية قديمة، عمرها من عمر السينما المصرية نفسها، تتمثل في: "دور الراقصة". هذا السؤال الذي اقتحم أغلب الأعمال السينمائية، مثلما تحوّلت راقصات كثيرات إلى نجمات سينمائيات، غير أنّه تم تكريس هؤلاء كجزء من الغواية دون إبراز الجانب الإنساني في شخصية الراقصة، إلا في حالات نادرة جدّاً. يكاد يكون "خلي بالك من زوزو" من أكثر الأفلام التي حاولت إنصاف إنسانية الراقصات وفضح نظرة المجتمع إليهن. هي التي يحوّلها الناس إلى أدوات للمتعة في الأفراح، فيصفّقون لها في "بدلة الرقص" ويحتقرونها حين تنزعها. وقد أدّت سعاد حسني البطولة إلى جانب حسين فهمي، في دور فتاة طموحة من بيئة تمتهن الرقص، وقعت في حبّ شاب من طبقة أرستقراطية، فرفضها أهله رغم كونها متعلّمة ومحترمة. وحقّق الفيلم (1974) رقما قياسياً في تاريخ السينما، وظلّ يُعرَض عاماً كاملاً. وتعاطف المشاهدون مع "زوزو" في عمل كتبه صلاح جاهين وأخرجه حسن الإمام. فيلم "قصّة الحيّ الشعبي" (2006) حكاية كوميدية تدور أحداثها حول فتاة تمتهن الرقص من أجل دفع ديون والدتها المتوفاة والحفاظ على بيت عائلتها. ومع أنّه عمل ترفيهي إلا أنّه نجح في رسم ملامح مختلفة كسرت نمطية النموذج السائد حول من يمتهنّ الرقص. وكان من بطولة نيكول سابا ومن إخراج لمياء عادل.
في العام 1984 ظهرت نبيلة عبيد في فيلم "الراقصة والطبال"، المقتبس عن قصة للكاتب إحسان عبد القدّوس، وأدّت إلى جانب أحمد زكي دور "مباهج"، المرأة المُستغَلّة عاطفياً التي يحوّلها رجل أحبّته إلى واحدة من أهمّ الراقصات. لكنّه في الوقت نفسه يعاملها باحتقار. وكرّرت نبيلة عبيد في 1990 القيام بدور الراقصة مع المخرج سمير سيف، في فيلم آخر مقتبس عن قصّة أيضاً لإحسان عبد القدّوس. شاركها البطولة صلاح قابيل في دور سياسيّ، وكانت نبيلة راقصة اسمها سونيا سليم تحاول الحصول على حقوقها الإنسانية، والتمرّد على الصورة النمطية للراقصة ومواجهة رجال الدولة.
ومن أشهر جملها في الفيلم: "كلّ واحد فينا ، بيرقص بطريقتُهْ"، التي عنت رقص السياسيّ الذي أمامها بطريقة ساخرة. أما فيلم "تمر حنّة" (1957) فهو من أشهر أفلام نعيمة عاكف. عالج النظرة الدونية التي يوجّهها المجتمع إلى الراقصات من خلال صراع كلاسيكي بين الحبّ والأعراف العائلية، وانتهى بانتصار الأعراف على الإنسانية. بهذا يمكن القول إنّ السينما المصرية كرّست فعليا نظرة سلبية إلى الراقصة ودورها الاجتماعي، من خلال أدوار أدّتها ليلى علوي ونادية الجندي ومديحة كامل وحتّى أمينة رزق. وذلك في أدوار استعراضية محشوة في السيناريو من دون حاجة فعلية.
ورسمت أفلامهنّ ديكورا شرّيراً للراقصة. ما يفسّر نظرة المجتمع الحالية التي يتساءل السينمائيون أنفسهم من أين جاءت!
في العام 1984 ظهرت نبيلة عبيد في فيلم "الراقصة والطبال"، المقتبس عن قصة للكاتب إحسان عبد القدّوس، وأدّت إلى جانب أحمد زكي دور "مباهج"، المرأة المُستغَلّة عاطفياً التي يحوّلها رجل أحبّته إلى واحدة من أهمّ الراقصات. لكنّه في الوقت نفسه يعاملها باحتقار. وكرّرت نبيلة عبيد في 1990 القيام بدور الراقصة مع المخرج سمير سيف، في فيلم آخر مقتبس عن قصّة أيضاً لإحسان عبد القدّوس. شاركها البطولة صلاح قابيل في دور سياسيّ، وكانت نبيلة راقصة اسمها سونيا سليم تحاول الحصول على حقوقها الإنسانية، والتمرّد على الصورة النمطية للراقصة ومواجهة رجال الدولة.
ومن أشهر جملها في الفيلم: "كلّ واحد فينا ، بيرقص بطريقتُهْ"، التي عنت رقص السياسيّ الذي أمامها بطريقة ساخرة. أما فيلم "تمر حنّة" (1957) فهو من أشهر أفلام نعيمة عاكف. عالج النظرة الدونية التي يوجّهها المجتمع إلى الراقصات من خلال صراع كلاسيكي بين الحبّ والأعراف العائلية، وانتهى بانتصار الأعراف على الإنسانية. بهذا يمكن القول إنّ السينما المصرية كرّست فعليا نظرة سلبية إلى الراقصة ودورها الاجتماعي، من خلال أدوار أدّتها ليلى علوي ونادية الجندي ومديحة كامل وحتّى أمينة رزق. وذلك في أدوار استعراضية محشوة في السيناريو من دون حاجة فعلية.
ورسمت أفلامهنّ ديكورا شرّيراً للراقصة. ما يفسّر نظرة المجتمع الحالية التي يتساءل السينمائيون أنفسهم من أين جاءت!