مهاجرون محتجزون يؤذون أنفسهم في بريطانيا

26 ابريل 2019
احتجاز غير مبرر (بن ستانسال/ فرانس برس)
+ الخط -
حذرت هيئة مراقبة السجون في بريطانيا من ارتفاع مستوى الأذى الذاتي بين المهاجرين في أحد أكبر مراكز إزالة الهجرة في بريطانيا إلى ثلاثة أضعاف في السنوات الثلاث الماضية، على الرغم من انخفاض كبير في عدد المحتجزين. وجرى تسجيل 65 حادث إيذاء ذاتي في مركز احتجاز كولنبروك خلال فترة ستة أشهر حتى سبتمبر/ أيلول 2018، مقارنة بـ20 حادثاً في الفترة نفسها من عام 2016، وفقاً لتقرير صادر عن مفتشية السجون.

وأشار التقرير إلى أنّ المركز الذي يحتجز نحو 246 شخصاً مقارنة بنحو 340 في التفتيش السابق عام 2016 "يشبه السجن" و"غير مناسب للأشخاص المحتجزين"، الذين يقضون "فترات طويلة مسجونين في الغرف". وقال كبير المفتشين بيتر كلارك إنّه باستثناء وحدة المرأة، فإنّ المركز "لا يمكن تمييزه إلى حد كبير عن السجن".

كذلك، وجد المفتشون أنّ تقارير المادة 35، التي صممت كضمان رئيسي لضحايا التعذيب أو الذين قد تتعرض صحتهم للخطر بسبب الاعتقال المستمر، لم تقدم عند الضرورة، مما يعني أنّ البالغين المستضعفين لم يجرِ إنصافهم بشكل كافٍ. وأشار التقرير إلى أنّه ما زال هناك الكثير من حالات الاحتجاز طويلة الأمد، بما في ذلك الحالات التي يُمنح فيها المعتقلون كفالة، لكن لا يطلق سراحهم بسبب عدم توفر أماكن إقامة لهم.

من جهتها، تخطط وزارة الداخلية لبناء مركز جديد ليحلّ محل كولنبروك وهارموندسوورث، المتجاورين. وقال كلارك: "من المأمول أن يجرى تجنّب مشاكل التصميم في كولنبروك، بما في ذلك التهوية الضعيفة والنوافذ المختومة، والمساحة المحدودة في الهواء الطلق وساحات الرياضة".

يأتي ذلك بعدما حمّلت مجموعة مؤثرة من النواب وزارة الداخلية مسؤولية "الإخفاقات الخطيرة" في كلّ مرحلة تقريباً من عملية احتجاز المهاجرين، مع إخفاقات "غير مسؤولة" من قبل الإدارة، مما أدى إلى احتجاز أشخاص بصورة غير مشروعة، واحتجازهم في دائرة الهجرة.




يقول دانيال (30 عاماً) لـ"العربي الجديد": "عشت بضعة أشهر في هارموندسوورث. كان تأثير التجربة النفسي شديداً أكثر من أي أمر آخر، كوني كنت أعيش توتراً يومياً، خوفاً من اتخاذ القرار بترحيلي". يتابع: "تعرّفت إلى العديد من المحتجزين من أصول عربية، وكلٌّ منهم كان يعاني على طريقته، فمنهم من احتاج إلى الدواء، ومنهم من اتخذ القرار بترحيله وفضّل البقاء محتجزاً هنا على العودة إلى بلده فحياته مهددة بالخطر هناك". يضيف: "كنت من بين المحظوظين الذين أفرج عنهم، وحصلت على حق الإقامة في ما بعد، لكنّها كانت تجربة مؤلمة لا داعي لها، لأنّني كنت أتبع كلّ ما قيل لي ولم أخالف أيّ قانون حتى أحتجز فجأة وبشكل صادم".