بعد انقطاع دام سبع سنوات، انطلقت، مساء أمس الجمعة، فعاليات الدورة الثانية من "مهرجان أفلام السعودية" في "مركز الأميرة جواهر بنت نايف" في مدينة الدمام.
تشهد هذه الدورة أربع مسابقات، واحدة للأفلام الروائية القصيرة، والثانية للوثائقية القصيرة، والثالثة لأفلام الطلبة، أما الرابعة فللسيناريو. استقبلت اللجنة 210 أفلام، اختير منهم 66 فيلماً للعرض والمنافسة على جوائز المهرجان الذي يستمر حتى 24 شباط/ فبراير الجاري.
وفي نظرةٍ على الأعمال المشاركة، نجد أن المرأة والعائلة عموماً، واحدة من القضايا البارزة التي تناقشها هذه الأفلام. ففي "حورية وعين" (14:18 دقيقة)، للمخرجة شهد أمين، نتعرّف إلى حنان، ذات العشر سنوات. فتاة تحلم بمرافقة والدها إلى رحلات الصيد التي يعود منها باللؤلؤ، لكنه يمنعها عن ذلك.
وفي "سكراب" (13 د)، لمخرجه بدر محمود، نشاهد عملاً مستوحى من قصة حقيقية حول امرأة خمسينية وفتاة صغيرة، تتّخذان من جمع الخردة المعدنية وبيعها مصدراً لرزقهما. ومع المخرجة نورا الفريخ، نرى "دورة العنف" (1:40 د)، الذي يسرد قصة فتاة تتعرض للاعتداء من قبل والدها المدمن، فتنتقم منه.
أما في الأفلام الوثائقية، فنتوقّف عند "ضائعون" (5:55 د)، للمخرج محمد فرج. عملٌ يصوّر جزءاً من حياة سكان قرية في مدينة أبها السعودية، لا يحمل أهلها الجنسية ولا أي أوراق ثبوتية مع أنهم ولدوا وعاشوا هناك.
بينما يأخذنا فيلم "الزواج الكبير" (52:12 د) لفيصل العتيبي إلى جزر القمر. وثائقي يتحدث عن أكثر مراسم الزفاف غرابة وفرادة هناك، إذ تستمر الاحتفالات لمدة أسبوعين، ويُعتقد أنها تمنح العريسين حياة هانئة. وفي "إنسولين" (9:32 د)، لعبد الرحمن صندقي، نتعرف إلى طفل مصاب بمرض السكّري، ويعيش حياته بين المنزل والمدرسة.
عن المعايير المتخذة أساساً لتقييم الأعمال المتنافسة، أكد عضو لجنة التحكيم السينمائي العماني عبد الله حبيب لـ"العربي الجديد"، مراعاة اللجنة لخصوصية المجتمع السعودي التي وصفها بـ "المركبة"، مشيراً إلى أن المعاناة التي تواجه صنّاع الأفلام السعوديين "لا مثيل لها في المجتمعات الأخرى".
وأوضح حبيب أن اللجنة ستنظر في جودة العمل الفني واضعة في اعتبارها ظروف الإنتاج العسيرة في السينما السعودية، داعياً إلى كسر القيود المجتمعية التي تحول دون إنتاج المزيد من الأعمال وتعترض صناع السينما في البلاد.
من جهتها، أعربت رئيسة لجنة التحكيم في المهرجان، المخرجة السعودية عهد كامل، لـ"العربي الجديد" عن تفاؤلها بنجاح هذه الدورة، مؤكدة أن الدورات القادمة لن يطول انتظارها كهذه الدورة.
إلى جانب عروض الأفلام، ينظم المهرجان أيضاً عدداً من الورش الفنية والندوات المتخصصة، كما يستضيف مخرجين للاستعراض تجاربهم.